الرئيسية » حكاوي زمان » كيف بدأ الحفر في قناة السويس
حفر قناة السويس
حفر قناة السويس

كيف بدأ الحفر في قناة السويس

وسيم عفيفي
في مثل هذا اليوم 21 رمضان سنة 1275هـ الموافق 25 إبريل 1859م بدئ بحفر قناة السويس في مصر وعقب انتهاء الحفر كان الحفل الأسطوري بافتتاح قناة السويس
في 16 نوفمبر سنة 1869 م , وسنتكلم بمناسبة بدء الحفر عن ثلاث أمور هامة
الأمر الأول : كمّ الثمن الذي دفعته مصر من أجل حفر القناة
الأمر الثاني : شكل الاحتفال وسببه
الأمر الثالث : قصة حب أوجيني والخديوي إسماعيل والتي كانت سبباً في التبذير الذي فعله الخديوي إسماعيل
كان هناك عدد كبير من الضحايا الذين ماتوا من شعبنا
فقد كان هناك كثرة في العمال وعدم وجود رعاية صحية كافية لهم
فانتشر أكثر من وباء بينهم قضى على كثير منهم ومن أشهر هذه الأمراض وباء الكوليرا
وظهر في 16 يونيو 1865
ووباء الجدري في أواخر عام 1866 ومع ذلك استمر الحفر
حيث تم استخراج 74 مليون متر مكعب من الرمال
وبلغت التكاليف 369 مليون فرنك فرنسي
وكان عدد العمال مليون مات منهم 125 ألف عامل
وبعد انتهاء الحفر تم التخطيط لحفل افتتاح قناة السويس
دعا الخديوي إسماعيل أباطرة وملوك العالم وقريناتهم لحضور حفل الافتتاح والذي تم في 16 نوفمبر 1869
كان خط سير الحفل الزمني والمكاني كان بالترتيب الآتي :
في أوائل نوفمبر 1869 أخطر ديليسبس محافظة بورسعيد بأن الخديوي أمر في بدء إعداد الزينات فتم إخلاء الشوارع وترتيب العساكر اللازمين لحفظ الأمن وامتلأت بورسعيد بالمدعوين
وكان الخديوي قد طلب من مديري الأقاليم أنهم يأتوا بعدد كبير من الأهالي بنسائهم وأطفالهم لحضور حفل الافتتاح فانتشروا على خط القناة من فلاحين ونوبيين وعربان بملابسهم التقليدية
أقيمت 3 منصات خضراء مكسوة بالحرير
كانت المنصة الكبرى للملوك والأمراء
والمنصة الثانية لرجال الدين الإسلامي ومنهم الشيخ مصطفى العروسى شيخ الأزهر
والثالثة وكانت لرجال الدين المسيحي
وكان أبرز الحاضرين : الخديوي إسماعيل , دى لسبس , الإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا , الأمير عبد القادر الجزائري، فرنسوا جوزيف إمبراطور النمسا , ملك المجر وولى عهد بروسيا , الأمير هنري شقيق ملك هولندا وسفيرا إنجلترا وروسيا بالآستانة , والأمير محمد توفيق ولى العهد ، الأمير طوسون نجل محمد سعيد باشا ، شريف باشا ونوبار باشا
وانتظمت صفوف العسكر عند رصيف النزول لحفظ الأمن ومنع الازدحام
وكانت المراكب الحربية عملت صف على شكل نصف قوس داخل ميناء بورسعيد
و تناول الجميع الغداء على نفقة الخديوي وبعدها اشتغلت موسيقى النشيد الوطني ثم كلمة شيخ الأزهر ثم أناشيد وقام بها شباب الكنيسة
وبالليل كانت موائد العشاء بأفخم أنواع الأطعمة والمشروبات
وانطلقت الألعاب النارية بعد العشاء وغنى عبده الحامولي والمطرب الصاعد سلامة حجازي وتم التعرف على جوزيه فيردى والذي عمل أوبرا عايدة في دار الأوبرا والتي افتتحت في نفس سنة الافتتاح
ويتم هنا طرح سؤال لماذا كانت هذه المظاهر الباهظة في الاحتفال
مظاهر البذخ كلها كان عشان ثلاث أسباب
الأول / إظهار مدى حضارة مصر على يد الخديوي إسماعيل والذي كان يطمح يكون عظيم هو ومصر مثل أيام محمد على باشا
الثاني / محاولاته إظهار مزيد من الاستقلالية عن الآستانة
الثالث / حبه لأوجيني إمبراطورة فرنسا
الخديوي إسماعيل كان له أربع زوجات وعلى عكس المألوف كانت هؤلاء الزوجات صديقات لا شحناء بينهن ولا بغضاء، وقد ألف بينهن حبهن لرجل واحد.
كان الخديوي إسماعيل إذا أحب لم يترك لمحب بعده مجالا
وإذا أهدى أغدق حتى أغرق وإذا أراد البناء فانه يهدم حيا بأكمله ليشيد عليه ما يريد
علاقة هذا بأوجيني إنه أحبها لما تولت الحكم وطلب منها زيارة لمصر وأسس سراي الجزيرة التي بناها خصيصا للإمبراطورة أوجيني لتكون مقاما أثناء زيارتها لمصر
ولما أبدت الإمبراطورة رغبتها في الطواف بالقاهرة على ظهر حمار، رافقها الخديوي في هذا الطواف.
وكانت المناسبة التي ستحضر فيها هي افتتاح قناة السويس، وإقامة أول خط سكك حديدية مصرية من الإسماعيلية إلى القاهرة وإنشاء دار للأوبرا تشاهدها الإمبراطورة، وكلف ملحنا إيطاليا مشهورا بتلحين أوبرا جديدة خصيصا لهذا الافتتاح هي أوبرا عايدة
كانت نهاية الإثنين درامية بحتة
لما رجعت الإمبراطورة أوجيني إلي فرنسا، قامت الحرب السبعينية بين روسيا وفرنسا وانهزم زوجها و كانت أصابع الاتهام تشير إلي أن وراء هذه المأساة هي أوجيني لأنها تدخلت في الحكم بطريقة سببت الهزيمة
وثار الشعب الفرنسي عليها، حتي أن خدمها سرقوا ملابسها وجواهرها وهربوا من القصر.
نصحها سفير إيطاليا في باريس أن تخرج من أحد أبواب القصر الخلفية وتهرب إلي إنجلترا وخرجت هاربة إلي إنجلترا ولحق بها زوجها وأبنها لويس نابليون بعد ذلك
ولكن توالت عليها الكوارث بموت ولدها وبالتوازي مع هذا تم خلع الخديوي إسماعيل سنة 1879
لكنها فضلت على عهد حبهما لبعض لدرجة أن بعد رحيله سنة 1859 كانت تزور مصر سنوياً في ملابس سوداء، وتبدأ بزيارة أرامل إسماعيل وظلت على ذكراه والتي مرتبطة بها هي كحبيبة وكملكة في نفس الوقت إلى أن ماتت سنة 1920

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*