كتب – وسيم عفيفي
تُعَدّ مدينة الخليل التي بها الحرم الإبراهيمي مركزًا لبعض المتطرفين من المستوطنين اليهود، نظرًا لأهميتها الدينية. وإن جاز القول فالخليل ثاني مدينة مقدَّسة في أرض فلسطين بعد القدس الشريف.
كانت مدينة الخليل من ضمن المدن الواقعة تحت نير الاحتلال اليهودي بعد حرب الأيام الست المشئومة، وكان هذه المدينة ذات كثافة سكانية عالية، وكل أهلها مسلمون، فعمدت السلطات الغاشمة اليهودية على وضع خنجر داخل قلب هذه المدينة الضخمة، يكون ذريعة للتدخل اليهودي ليل نهار داخل المدينة، هذا الخنجر متمثل في مستوطنة “كريات أربع” التي بناها اليهود داخل مدينة الخليل، ويقدر عدد سكانها بأربعمائة خنزير يهودي، تم استيرادهم من حثالة شعوب العالم شرقًا وغربًا، وهؤلاء المستوطنون أغلبهم متدينون شديدو البغض والكره للمسلمين بصورة تفوق نظرائهم اليهود العاديين.
وفق قصة الإسلام فتاريخ المذابح اليهودية للمسلمين طويل وأليم وشديد البشاعة والفظاعة، وكان كل زعيم صهيوني يتولّى رئاسة الكيان الصهيوني لا بدَّ له من مجزرة تكون في سجله المشرف عند اليهود، فشارون صاحب مذبحة صبرا وشاتيلا، وبيجن صاحب مذبحة دير ياسين وكفر قاسم، وشامير صاحب مذبحة فندق الملك داود بالقدس، وبيريز صاحب مذبحة قانا، فكل كلب يهودي له من دم المسلمين نصيب، وأحيانًا المذابح كانت تأتي بشكل فردي يقوم بها كلب يهودي بشكل فردي، ولكن بالقطع بمباركة أسياده اليهود، وصفحتنا هذه صورة من هذه المذابح البشعة في حق المسلمين.
دلَّ شيطان باروخ جولدشتين على أفضل مكان وزمان يوقع فيه أكبر عدد من الضحايا، وذلك في شهر رمضان في بيت من بيوت الله، لكثرة اجتماع الناس للصلاة في هذه الأيام، واتفق الخنزير باروخ جولدشتين مع بعض جنود الاحتلال على أن يمدوه بالسلاح اللازم في تنفيذ تلك المجزرة، مع توفير الحماية له من الخلف، وبالفعل في صلاة الفجر يوم الجمعة 15 رمضان سنة 1414هـ الموافق 25 فبراير عام 1994م، دخل باروخ المسجد الإبراهيمي والناس سجود لربهم جل وعلا والناس صوام.