وسيم عفيفي
وفق موسوعة الجزيرة ، فالشيخ زايد أول حاكم ورئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، قام بدور كبير في توحيد إماراتها السبع، انتخب عام 1972 رئيسا للاتحاد.
ولد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1918 بقصر الحصن في أبوظبي، وهو الابن الرابع لوالده الشيخ سلطان بن زايد من الشيخة سلامة بنت الشيخ بطي بن خادم بن نهيان آل حامد القبيسي.
سمي باسم جده لأبيه زايد بن خليفة الكبير أمير بني ياس، الذي وحّد القبائل وعزّز من مكانة آل نهيان بينها، وتعود أصول أسرته إلى قبيلة بني ياس المنحدرة من بني هلال بن عامر بن صعصعة.
تقلد الشيخ زايد عددا من الوظائف والمسؤوليات قبل حكم أبو ظبي وتوحيد الإمارات، ففي عام 1946 عين حاكما للمنطقة الشرقية بإمارة أبوظبي حيث عمل طوال 20 عاما على البحث عن حلول لمشاكل الناس، وكان مجلسه لا يكاد يخلو من المواطنين والزوار.
وفي عام 1962 أصبح مساعدا لأخيه الشيخ شخبوط في إدارة شؤون أبوظبي، قبل أن يتولى إمارتها في 6 أغسطس/آب عام 1966 فباشر تنفيذ مشروعه التنموي ببناء مؤسسات الدولة، معتمدا على عناصر من الأسرة الحاكمة ومن خارجها.
انتخب عام 1969 رئيسا للاتحاد الذي كان يضم الإمارات السبعة وقطر والبحرين، قبل انسحاب الأخيرتين وإعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر/كانون الأول 1971 بست إمارات انضمت لها رأس الخيمة عام 1972 فانتخب الشيخ زايد رئيسا للاتحاد وقائدا أعلى للقوات المسلحة.
بدأت علاقته بالشأن السياسي منذ صغره من خلال مسؤوليات والده، ونما عنده الاهتمام بالشأن العام، وكان توحيد الإمارات أحد مرتكزات هذا الاهتمام، فنادى به وسعى إلى تجسيده حين تولى الحكم.
حين أعلنت بريطانيا في يناير/كانون الثاني 1968 نيتها الجلاء عن الإمارات بحلول عام 1971، بدأ التحرك العملي لإقامة كيان سياسي موحد، وكان اجتماع “السميح” البذرة الأولى لبناء الاتحاد، حيث تم الاتفاق على تنسيق الأمن والدفاع والخارجية والخدمات الصحية والتعليمية وتوحيد الجوازات بين دبي وأبوظبي.
قاد مسيرة بناء دولة الإمارات العربية المتحدة وتطويرها، وسخر مواردها الطبيعية لخدمتها، فأصبحت دولة الإمارات في مصاف دول العالم من حيث قوة اقتصادها وارتفاع مستوى المعيشة لمواطنيها، كما كان أحد بناة مجلس التعاون الخليجي.
شهدت المنطقة العربية أثناء حكمه للإمارات الكثير من الأحداث والنزاعات، فكانت مواقفه مساندة للقضية الفلسطينية والحروب العربية مع إسرائيل، وقام بقطع إمدادات النفط بصفته سلاحاً فعالاً، واعتبر أن “النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي”.
لكن مواقفه من النزاعات الإقليمية اتسمت بالهدوء وعدم الاندفاع، فقد رفض أن يكون احتلال إيران للجزر الإماراتية (طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى) ذريعة لاستمرار الحرب بين العراق وإيران، واقترح وساطة عربية لإنهاء الحرب.
حين احتل العراق الكويت تبنى موقف دول الخليج الداعم للكويت واستقبل الكويتيين وقدم لهم الدعم والمساندة، كما اقترح على صدام حسين الاستقالة والإقامة في الإمارات تجنبا للغزو الأميركي للعراق سنة 2003.
حصل على العديد من الجوائز والأوسمة، من بينها أبطال الأرض من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والوثيقة الذهبية من المنظمة الدولية للأجانب في جنيف، ووشاح رجل الإنماء والتنمية من جامعة الدول العربية، والوسام الذهبي للتاريخ العربي من جمعية المؤرخين المغاربة.
توفي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 بعد صراع طويل مع المرض.