الرئيسية » حكاوي زمان » “معركة البويب” قصة الثأر لـ “موقعة الجسر”
معركة البويب
معركة البويب

“معركة البويب” قصة الثأر لـ “موقعة الجسر”

كتب – وسيم عفيفي
تم إعلان النفير في صفوف المسلمين بعد انهزامهم أمام الفرس في موقعة الجسر فتجمع أربعة آلاف مسلم من أنحاء جزيرة العرب، ثم توجهوا إلى فارس.
وفق قصة الإسلام ففي هذه الأثناء كان المثنى بن حارثة قد انسحب بقواته كلها على حدود الصحراء قرب منطقة الحفير، وظل في مكان بعيد في الصحراء حتى إذا هجم الفرس يستطيع أن ينسحب بعيدًا ويقاتلهم في الصحراء.
وظل المثنى منتظرًا المدد الإسلامي القادم، وفي هذه الأثناء علم أن الفرس يعدون جيشًا ضخمًا للقضاء على البقية الباقية من المسلمين، وذلك بعد أن علم الفرس ببقاء المسلمين في هذه المنطقة على غير ما توقعوا من فناء الجيش الإسلامي.
بالفعل توجّه الجيش الفارسي من عاصمته المدائن في طريقه إلى مدينة الحيرة، وذلك لمقابلة المثنى بن حارثة الذي يعسكر بجوار الحيرة، وعلمت المخابرات الإسلامية بهذا الأمر، فقرر المثنى أن يختار هو مكان المعركة، وتوجه بجيشه إلى منطقة البُوَيْب وأرسل إلى أمراء القوات الإسلامية القادمة من المدينة بأن يتوجهوا إلى البُوَيب.
اختار المثنى مكانا في غرب نهر الفرات.. فهذا النهر يفصل بين المسلمين والفرس القادمين، وبعد فترة جاء المدد الإسلامي وانضم إلى جيش المثنى، وأصبح عدد المسلمين 8 آلاف، وعدد الفرس ما بين 60 و70 ألفًا على الضفة الأخرى لنهر الفرات، وعلى نهر الفرات يوجد جسر، وكأن أحداث معركة الجسر تتكرر مرة أخرى.
وأرسل الجيش الفارسي كالعادة رسالة إلى المثنى فيها: إما أن تعبروا إلينا، وإما أن نعبر إليكم .. فأجاب المثنى الفرس بأن يعبروا هم إلى المسلمين.
في ذلك الوقت كان المثنى قد نظَّم جيشه جيدًا، من ميمنة وميسرة ومقدمة، وجعل فرقة احتياطية، كانت في المؤخرة لا تقاتل، وفرقة للخيول، وفرقة للمشاة.
وبدأ الجيش الفارسي يعبر الجسر الضيِّق إلى أرضٍ قد حاصرها المسلمون من كل مكان، فعندما يعبر الفرس يكونون شرق نهر الفرات، وفي غربهم بحيرة وفي شمالهم نهر البُوَيب، والجيش الإسلامي في المنطقة يحصر المنطقة بكاملها، وبالتالي يفتقد جيش الفرس عنصر الكثرة؛ لأن المساحة التي تركها المسلمون للفرس ضيقة جدا.
ونظرًا للتدافع الشديد من قبل الجيش الفارسي بدأ الفرس يهجمون على ميمنة المسلمين .. وكان المثنى -وهو في المقدمة- قد رأى اعوجاجًا في الميمنة، فأرسل إليهم عن طريق رسول يقول لهم: الأمير يُقرِئُكُم السلام، ويقول لكم: لا تفضحوا المسلمين اليوم، فثبتت الصفوف.
بعد أن رأى المثنى صفوف الفرس الكثيرة قرر أن يفرقها لينتصر عليها، وبدأ يضاعف الضربات على وسط الجيش الفارسي، واستطاع المسلمون أن يفصلوا الفرس إلى قسمين، ثم وفَّق اللهُ جريرَ بن عبد الله فقتل مهران قائد الفرس، وكان لقتله أثر كبيرٌ على الفرس.
وبدأت قوى الفرس تنهار نتيجة الضغط على قسمي الجيش الفارسي، وهذا كله يحدث دون أن تشترك القوات الاحتياطية الإسلامية؛ حتى تحمي ظهر المسلمين من أي التفاف.
ثم بدأ الفرس يفكرون في الهرب، فذهب المثنى بنفسه وقطع الجسر على الذين يريدون الهروب منه، وانحصر الفرس في هذا المكان، وانتصر المسلمون انتصارًا ساحقًا، وقُتِلَ في المعركة أكثر من خمسين ألفًا من جنود فارس.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*