الرئيسية » حكاوي زمان » “عملية اغتيال عمر بن الخطاب” مؤامرة طالت الصحابة
مقام عمر بن الخطاب
مقام عمر بن الخطاب

“عملية اغتيال عمر بن الخطاب” مؤامرة طالت الصحابة

كتب : وسيم عفيفي
في 7 نوفمبر ومنذ 1372 سنة ، كانت الدولة الإسلامية على موعد مع أخطر حادثة حلّت بها ، وهي حادث عمر بن الخطاب ، أحد أهم وأكبر رموز الصحابة والقامة العليا والشامة العظمى في تاريخ الإسلام . بدا قتل عمر للجميع أمرا فرديا ، إلا أن ما بين سطور التاريخ يكشف أن قتل عمر بن الخطاب كان أمرا تآمريا .
المعروف في قتل عمر بن الخطاب أنه تم حين عودته إلى المدينة المنورة من الحج عندما طعنه أبو لؤلؤة فيروز الفارسي بخنجر من نصلين ست طعنات، وهو يُصلي الفجر بالناس، وحاول المسلمون القبض على القاتل فطعن ثلاثة عشر رجلاً مات منهم ستة، فلما رأى عبد الرحمن بن عوف ذلك ألقى رداءا كان معه على أبي لؤلؤة فتعثر مكانه وشعر أنه مأخوذ لا محالة فطعن نفسه منتحرا .
مع هذه الواقعة وبالتأمل فيها كـ ” نازلة ” عظمى على المسلمين ، نرى أنها جريمة قتل تمت بمنتهى الأريحية ، ولكن ما وراء الستار لا يظهر إلا لذوي الأبصار .
قبل مقتل عمر قرر إخراج يهود خيبر لما نقضوا العهد كما قرر طرد نصارى نجران لما أخلفوا شرط الصلح مع النبي –صلى الله عليه وسلم- الذي شرط عليهم عدم التعامل بالربا فأجلاهم عمر لما خالفوا ذلك ، وأبقى يهود اليمن ، ومجوس الإحساء ولكن يُحرم عليهم الذهاب لمكة أو زيارة مشاعر المدينة كالبقيع .
إلى أن طلب المغيرة بن شعبة عامل عمر على الكوفة الإذن بدخول غلام له اسمه فيروز، ويُكنى بأبي لؤلؤة، لينتفع به المسلمون لأنه كان يتقن عدة صناعات فهو حداد ونجار ونقاش فوافق عمر، وذات يوم اشتكى أبو لؤلؤة لعمر أن المغيرة يفرض عليه خراجا كبيرا، فلما سمع منه عمر قال له أن خراجك ليس بالكبير على ما تقوم به من أعمال، فاغتاظ أبو لؤلؤة المجوسي من ذلك .
وبرغم كل ما سبق إلا أن قتل عمر كان عبارة عن مؤامرة سياسية ولها أدلة ظهرت على مسرح الأحداث فيما بعد
وقد أوضح عبد الرحمن بن أبي بكر أنه رأى الهرمزان وفيروز وجفينة النصراني ليلة الحادث يتشاورون فلما فوجئوا به اضطربوا وسقط منهم خنجرا له رأسان وشهد عبد الرحمن بن أبي بكر أنه نفس الخنجر الذي طعن به عمر، فمن هو الهرمزان وجفينة
مصلحة الهرمزان في أنه كان من ملوك المجوس الفرس على منطقة الأهواز، وقد أسره المسلمون وعفا عمر عنه بعد نكثه العهد مرارا وعندما شعر بالخطر أظهر الإسلام، ولكن الناس كانوا يشكون في إسلامه .
أما جفينة النصراني : فهو من نصارى الحيرة أرسله سعد بن أبي وقاص إلى المدينة ليعلم أبناءها القراءة والكتابة .
والحقيقة الصادمة أن أبو لؤلؤة قاتل عمر بن الخطاب لم يكن مجوسيا قبل أن يسلم وإنما كان نصرانيا ثم اعتنق الإسلام وجاء ذلك في الكامل لابن الأثير عن المسور بن مخرمة وهو أحد الصحابة الموالين لمعاوية والمؤيدين لمنهجه، قال: “خرج عمر بن الخطاب يطوف يوما في السوق فلقيه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة وكان نصرانيا ” وذكرى الطبري نفس الرواية قائلا “خرج عمر بن الخطاب يوما يطوف في السوق فلقيه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة وكان نصرانيا”
المفاجأة المذهلة أيضا ذكرها ابن الأثير عن المسور بن مخرمة:
قال المسور بن مخرمة: خرج عمر بن الخطاب يطوف يوما في السوق فُلُقيُّه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة وكان نصرانيا فقال: يا أمير المؤمنين أعدني على المغيرة بن شعبة فإن علي خراجا كثيرا.
قال: وكم خراجك؟ قال: درهمان في كل يوم.
قال: وما هي صناعتك؟ قال: نجار، نقاش، حداد.
قال: فما أرى خراجك كثيرا على ما تصنع من الأعمال، قد بلغني أنك تقول: لو أردت أن أصنع رحى تطحن بالريح لفعلت قال: نعم.
قال: فاعمل لي رحى
قال: لئن سلمت لأعملن لك رحى يتحدث بها من بالمشرق والمغرب، ثم أنصرف عنه ، فقال عمر: لقد توعدني العبد الآن “

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*