كتب : وسيم عفيفي
تم اختيار شكل الهرم لمبنى النصب التذكاري كرمز لفكرة الخلود في حضارة المصريين القدماء
النصب بني من حجر البازلت وكانت الخرسانة علي هيئة هرم مجوف من الداخل، بارتفاع 33.64 مترا في حين يبلغ عرض الحوائط عند القاعدة 14.30 م. تبلغ سماكة حوائطه الأربعة 1.9 مترا
بأوامر من الرئيس الراحل أنور السادات، ولتخليد المصريين الذين فقدوا أرواحهم في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973 ، جاءت فكرة النصب التذكاري ، وتم افتتاحه في أكتوبر 1975 م
صمم الفكرة الخاصة بالنصب التذكاري سامي رافع
كان سامى رافع وقتها يبلغ من العمر 44 عاما، ويعمل أستاذا مساعدا منتدبا بقسم الديكور بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، ويجمع النصب التذكارى الخرسانى والهرمى الشكل، بين الشموخ والبساطة والتضحية والخلود، وكان السادات في الذكرى الأولى لحرب أكتوبر قد أصدر توجيهاته بإقامة نصب يضم رفات أحد شهداء الحرب، وتخليداً للجندى المجهول، وأجريت مسابقة فنية لهذا الغرض فاز فيها تصميم الفنان سامى رافع الحاصل على درجة الدكتوراة من كلية الفنون الجميلة في فيينا.
بدأ العمل في إقامة النصب التذكارى في 25 مايو 1975، واكتمل في 15 سبتمبر 1975
وفى السادس من أكتوبر سنة 1975 افتتح الرئيس أنور السادات يرافقه حسنى مبارك، نائب رئيس الجمهورية وقتها، النصب التذكارى، ووضع إكليلا من الزهور على قبر الجندى المجهول، ويشاء القدر أنه في أكتوبر سنة 1981 شيعت جنازة السادات وتم دفنه في موقع النصب التذكارى، وأقيم ضريحه بجوار ضريح الجندى المجهول.
كانت لجنة التحكيم المكلفة باختيار التصميم الأفضل للنصب التذكارى، اختارت تصميم سامى رافع لبساطة فكرته وعمقها في نفس الوقت، وارتباطها بالهوية المصرية، وكان من أعضاء لجنة التحكيم الفنان الكبير الراحل بيكار، الذي كتب عن النصب مقالا بعنوان «درس في البلاغة» قال فيه: «كان لى الشرف أن أكون عضوا في لجنة وضع مشروع النصب التذكارى لحرب أكتوبر، وكذلك عضوا في لجنة التحكيم التي ستختار المشروع الفائز، حيث تقدم للمسابقة 75 مهندسا ومثالا ومصمما، ومن العجب أن يفوز بالجائزة الأولى فنان تخصصه التصميم والديكور، وليس صناعة التماثيل وهو الفنان سامى رافع».
ومن أبرز أعمال سامى رافع، اللوحات الجدارية لمترو الأنفاق الخط الثانى، لعدد 19 محطة بمساحة إجمالية 3250 مترا مربعا، كما صمم قاعدة مسلة رمسيس الأثرية أمام مطار القاهرة الدولى سنة 2002، فضلا عن تصميمه ديكور أوبرا عايدة على خشبة مسرح الجمهورية سنة 1984.
وتدرج رافع في العمل بقسم الديكور بكلية الفنون الجميلة من معيد حتى أصبح أستاذا متفرغا بالكلية، وحصل على عدة جوائز، منها الجائزة الأولى لإعلان السلام العالمى- هيئة اليونسكو 1962، والجائزة الأولى للنصب التذكارى للجندى المجهول من مسابقة وزارة الإسكان سنة 1975.
وتتميز أعماله بارتباطها بالجماهير ومخاطبتهم مباشرة، وهو من مواليد القاهرة في 8 إبريل سنة 1931، وكان عضوا بمجلس إدارة أتيليه القاهرة، وعضو نقابة الفنانين التشكيليين، وأستاذ بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، ورئيسا لقسم الديكور بكليــة الفــنون الجميلة جامعة حلوان، وأقـــام العديد من المعارض الفردية وشارك في الكثير من المعارض الجماعية المصرية والعربية والعالمية منذ 1955 في روسيا وبولندا والنمسا وفرنسا ورومانيا وألمانيا وإسبانيا.
الرئيسية » تراثيات شوارع ومقابر » “النصب التذكاري” افتتحه السادات في اليوم الذي فارق الحياة مع اختلاف العام