كتب : وسيم عفيفي
” إني أرى فيك شبابي ” هكذا وصف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر شخص معمر القذافي
وذلك عقب قيام الأخير بانقلابه العسكري الأبيض ضد محمد علي السنوسي
في 1 سبتمبر سنة 1969
يمكن إجمال هذه الأحداث كما ورد أنه عند تسلم السنوسي للحكم عمل على توقيع معاهدات مع دول أجنبية ومنها بريطانيا حصلت الاخيرة بموجبها على نفوذ وسيطرة واسعة على بعض المناطق الليبية مما أدى الى عدم رضاء الشعب الليبي على هذه المعاهدات التي أعتبرها أعادة للسيطرة الاجنبية التي ناضل طويلا للتخلص منها.
وفي يناير 1964م عمت المظاهرات ليبيا احتجاجا على سياسة الملك الذي اعلن تنحية عن الحكم إلا انة تراجع عن قراره فيما بعد.
على ضوء ذلك أصبح الملك وحكومته معزولين عن الشعب في ظل تزايد المطالبة الشعبية بضرورة تغيير الاوضاع السياسية والاقتصادية المزرية
ونظم القوميين انفسهم بشكل سري استعدادا للإطاحة بحكم الملك تدعمهم الانظمة القومية العربية في ذلك الوقت بزعامة جمال عبد الناصر.
واتحد الوطنيون الليبيون بمختلف انتمائهم السياسي والفكري في تنظيم واحد وهو (حركة الضباط الوحدويون الأحرار).
صدر المنشور السري الأول لهذه الحركة في يناير 1969م ، ثم حددت قيادة الحركة شهر مارس 1969م موعدًا للقيام بالانقلاب العسكري والإطاحة بالحكم الملكي
غير أنه تأجل إلى شهر أغسطس 1969 ثم تأجل إلى 1 سبتمبر 1969م
وفي هذا التاريخ تحركت قوات من الجيش ونجحت في الإطاحة بالنظام الملكي بعدما أسرع ممثله حسن الرضا -ولي العهد- في التنازل عن العرش ؛ حيث كان الملك إدريس الأول في زيارة استجمام بتركيا واليونان ، وأذاع القذافي أول بيان لحركته على الشعب الليبي.
ونجح القذافي في قيادة الانقلاب دون إراقة دماء ، وتضاربت الأخبار عن هوية القائمين بهذا الانقلاب الذين أعلنوا قيام الجمهورية العربية التي ترتكز على شعارات
(الحرية – الاشتراكية – الوحدة)
وبدأ المجلس المكون من (12) ضابطًا من صغار الضباط على رأسهم الملازم أول معمر القذافي الذي كان يبلغ من العمر ثلاثين عامًا في تسيير أمور البلاد
فألقى القبض على الموالين للملك ، وعلى جميع الضباط من رتبة “رائد” فما فوق ، وفشلت الانقلابات المضادة لانقلاب “الفاتح” في سبتمبر ، وشكلت حكومة مدنية برئاسة الدكتور “محمد المغربي” الخبير في شؤون النفط ، لكنها لم تدم طويلاً
وتم ترقية الملازم أول معمر القذافي إلى رتبة العقيد ، وشُكلت وزارة جديد برئاسته
وتركزت السلطات التشريعية والتنفيذية في يد مجلس قيادة الثورة الذي لم يكن له تجارب سابقة في الحكم
وكان لا بد لقادة النظام الجديد أن يجدوا شرعية يستند إليها حكمهم حتى يصبح مقبولاً لدى الشعب الليبي ، فبدؤوا في مفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية للجلاء عن قاعدة الملاحة هويل فتسلمتها ليبيا ، وأطلق عليها قاعدة “عقبة بن نافع”، وأجروا مفاوضات مع بريطانيا أجَلَتْ بمقتضاها بريطانيا عن قواعدها في بنغازي والعدم وطبرق.
واستقبل الشعب الليبي جلاء القوات الأجنبية بفرح وحماسة ، وحاول رجال الثورة في ليبيا إضفاء الطابع الإسلامي على حكمهم حتى لا يصطدموا بمشاعر الشعب الإسلامية التي غرستها فيهم الحركة السنوسية ؛ لذا أصدرت قانونًا يمنع تعاطي الخمور ، وعملت على تطبيق فريضة الزكاة .
وبعد مضي 42 عاماً تقوم ثورة 17 فبراير عام 2011 لتخلع القذافي من حكمهثم يتم قتل معمر القذافي في سرت عن عمر يناهز 69 سنة في 20 أكتوبر 2011 بعد قتله إعداما أو متأثراً بجراحه بعد أسره من قبل ثوار ليبيا في مدينة سرت مع وزير دفاعه وحراس شخصيين إثر هروبهم من غارة للناتو يعتقد أنها من قوات فرنسية استهدفت القافلة المكونة من سيارات كثيرة وقتل معه أبو بكر يونس وزير دفاعه وقتل ابنه المعتصم ، وتم القبض علي ابنه سيف الإسلام لاحقا