كتب : وسيم عفيفي
يعتبر عصر الملك الحسن الثاني ملك المغرب هو أكثر عصور ملوك مملكة المغرب التي بها محاولات انقلاب عليه، وباءت كل محاولات الإنقلاب عليه بالفشل.
وجاء من ضمن هذه المحاولات، محاولة انقلاب الجنرال محمد أوفقير “وزير الداخلية والدفاع إنذاك”، والتي كانت في 16 أغسطس عام 1972، فيما قام بها أفراد من سلاح الجو المغربي لاغتيال الملك الحسن الثاني عن طريق مهاجمة طائرة البوينغ الملكية القادمة من برشلونة.
و كان هدف “أوفقير” الرئيسي هو تأسيس حكومة وصاية على ولي العهد، وبدأ أوفقير منذ ليلة انقلاب الصخيرات التمهيد لانقلاب جديد وخطير، وبدأ في خلق طفرة تحسين في أوضاع القوات المسلحة المغربية وذلك لضمان ولاء الضباط له هو وليس للملك، كما قام ببناء مساجد داخل القواعد العسكرية المغربية وزيادة لتحسين الأجور .
وكان قتها وقبيل الانقلاب بشهر الملك الحسن الثاني في رحلة إلى باريس وفي طريقه إلى فرنسا بباخرته لم يدخل المياه الإقليمية الإسبانية بل بقي في المياه الدولية حتى الوصول إلى الجنوب الفرنسي ومن هناك إلى مقر إقامته.
وكذلك كان الملك ينوي قضاء قرابة شهر من العطلة في فرنسا لكن المخابرات الفرنسية أخبرته بوجود حركة مريبة بالقوات المسلحة في المغرب فقرر العودة وتوقف بإسبانيا في مطار برشلونة برفقة حاشيته على متن طائرة بوينغ 727، وعقد لقاءا مع وزير الخارجية لوبيث برافو، وتوجه بعدها إلى طائرته .
و بعد دخوله الاجواء المغربية الجوية قام ست طائرات حربية من طراز إف 5 من قاعدة القنيطرة الجوية لتقابل الطائرة الملكية، وكان سرب الطائرات، تحت قيادة صالح حشاد، فقام ثلاث طائرات منها بإطلاق النيران على الطائرة الملكية فتعطل محركان من المحركات الثلاث كما تحطم المخزن التحتي وأصيب جسم الطائرة بالتواءات، كما ركزت الطائرات المحاربة تركيزا خاصا لمؤخرة طائرة الملك لأنه يفضل الجلوس عادة في مؤخرة الطائرة.
قام قائد الطائرة الملكية محمد القباج بعملية خداع حتى يتمكن من إيقاف الهجوم أو تعطيله مؤقتاً فأخبر قائد الطائرة التي تريد قتل الملك بأن قبطاني الطائرة قد قتلا وان الملك اصيب بجروح خطيرة في مؤخرة عنقه، فانسحب المهاجمون إلى قاعدتهم في القنيطرة للتسلح مجددا فاستغل “محمد القباج” الفرصة في هذه الأثناء، وبعد 20 دقيقة ، هبط بنجاح بطائرة .
بعد ذلك اتجه الملك من المطار العسكري مباشرة إلى غرفة كبار الزوار بالمطار المدني وقام بإصدار التعليمات، ثم توجه إلى الصخيرات على بعد نحو 20 ميلا جنوب الرباط وبعد ذلك قامت طائرات الإنقلاب بالتحليق فوق المطار وقامت بقصف صالة كبار الزوار ومات 8 وجرح 50 بينهم 4 وزراء، وبعد فشل استهداف الملك وقيام الجيش وعناصر تابعة للملك فيه باحتلال قاعدة القنيطرة الجوية بدا واضحا أن الانقلاب فشل.
فقام سرب آخر بهاجمة القصر الملكي في الرباط، بالمدفعية الثقيلة وليس بالصواريخ ولم يكن يعلم قائد السرب القاصف للقصر أن الملك ذهب للصخيرات.
وذهب “أوقفير” إلى مقر القيادة العليا للجيش وكان الملك هناك دون أن يحيي الملك بعد أن رأى طائرة البوينغ قد هبطت وان الملك على قيد الحياة.
و مات الجنرال اوفقير في وقت ما خلال ليل 16 و17 أغسطس و تم دفن “اوفقير” كمنتحر في اليوم التالي بلا صلاة في قريته بودنيب في النواحي الجنوبية لجبال الأطلس.