الرئيسية » حكاوي زمان » قصة حريق المسجد الأقصى على يد مايكل دينس روهان
حريق المسجد الأقصي
حريق المسجد الأقصي

قصة حريق المسجد الأقصى على يد مايكل دينس روهان

كتب : وسيم عفيفي
لن تنسى البلاد العربية والإسلامية هذا المشئوم الذي ظل وسيزال جاثماً على صدورنا جميعاً
وسيبقى عالقاً بأذهاننا ومُتعِبا لقلوبنا وهو حادث حريق المسجد الأقصى .
يوم 8 جمادى الآخرة سنة 1389هجرية الموافق 21 أغسطس سنة 1969 ميلادية
حيث اندلع حريق كبير بالمسجد الأقصى وكان مع الذكرى الثامنة والسبعين لعقد أول مؤتمر صهيوني بسويسرا عام 1897و تسبب الحريق في تلفيات عظمى .
فقد تم حرق منبر “صلاح الدين الأيوبي” والذي صنعه “نور الدين زنكي”، وحفظه على أمل أن يضعه في المسجد إذا حرَّره فلما مات قبل تحريره قام “صلاح الدين الأيوبي” بنقله ووضعه في مكانه الحالي بعد تحرير المسجد
كما حُرق مسجد “عمر” ومحراب “زكريا” ومقام الأربعين المجاور لمحراب “زكريا”
وثلاثة أروقة وجزء من السقف الذي سقط على الأرض وعمودان رئيسان مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد والقبة الخشبية والمحراب الرخامي الملون
كما تم حرق 48 شباك مصنوع من الخشب والزجاج الملون ناهيك عن جميع السجّاد العجمي كما حُرق مطلع سورة الإسراء المصنوع من الفسيفساء المذهبة فوق المحراب والجسور الخشبية المزخرفة الحاملة للقناديل والممتدة بين تيجان الأعمدة.
وقد استمر إطفاء الحريق لمدة خمس ساعات كاملة ويرجع سبب ذلك إلى قيام الصهاينة بقطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في نفس يوم الحريق ، وعن عمد تأخرت الإطفاء التابعة لبلدية القدس بأمر من الاحتلال وذلك حتى لا تشارك في إطفاء الحريق  فجاءت سيارات الإطفاء العربية من الخليل ورام الله قبلها وساهمت في إطفاء الحريق.
وفي 28 من نفس الشهر قامت 24  دولة مسلمة بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد محاولة إحراق المسجد الأقصى
كما قرر الملك فيصل إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي والتي تضم في عضويتها جميع الدول الإسلامية .

اتهمت الدول العربية كل الأطراف الصهيونية بينما اختلقت إسرائيل أكثر من سبب حتى اتهمت استراليا ، إلا أن الحقيقة ظلت واضحة ، حيث أن المسجد تم حرقه على يد مايكل دينس روهان
ذلك الاسترالي الصهيوني والذي ولد في 1 يوليو سنة 1941 جاء فلسطين باسم السياحة
واعتقد أنه مبعوث من الله وأنه حاول أن يدمر المسجد الأقصى حتى يتمكن يهود إسرائيل من إعادة بناء الهيكل على جبل الهيكل وبالتالي يسرع من المجيء الثاني للمسيح المخلص حتى يحكم العالم لمدة ألف عام
أحضرته الوكالة اليهودية كي يعمل من أجل إسرائيل ورتبت له عملاً في كيبوتس لعدة أشهر حتى يتعلم اللغة العبرية ويتلقى المزيد من التعليم الصهيوني حتى آمن بضرورة إزالة المسجد الأقصى وتشييد الهيكل مكانه .

وعند اندلاع الحريق وبعد أن تمت السيطرة عليه ، ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على مايكل روهان وقدمته إلى المحاكمة، وحكمت المحكمة بعدم أهلية مايكل العقلية وأودعته بمستشفى للأمراض النفسية وبعدها أقصت إسرائيل مايكل وأبعدته عن البلاد إلى موطنه الأصلي أستراليا. إلى أن توفي أثناء تلقيه العلاج النفسي سنة 1995
ومما يدعو للحسرة ما قالته جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل أنها لم تستطع النوم ليلة حريق المسجد الأقصى، ظنًا منها أن العرب والمسلمين سيهبون ضد الاحتلال في اليوم التالي للحريق، إلا أن أعصابها ارتاحت عندما وجدت العرب لا يتقنون إلا الشجب والاستنكار .
وتبقى حادثة حريق المسجد الأقصى هي الأسوأ في تاريخنا المعاصر ولم تُكتشف بعد طريقة حرق المسجد نفسه والذي تتشوق له قلوب جميع المسلمين في أرجاء الأرض .

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*