كتب : وسيم عفيفي
كان الفن عاملاً مساعدا في إيصال القضايا الوطنية إلى العالم أجمع ، وتتجسد قصة فيلم بور سعيد لتكون دليلا على ذلك حيث حكى فريد شوقي قصة طريفة في مذكراته نقتلها إحدى الوكالات الفنية ، ففي ليلة من ليالي العدوان، جاء رجال من المخابرات المصرية إلى شوقي، وأخذوه إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي طلب منه أن يقوم بعمل فني يروي العدوان الثلاثي وخاصة على منطقة بورسعيد المصرية، وترصد المقاومة الشعبية هناك، وبرر وقتها ناصر اختياره لشوقي لأنه البطل الشعبي المحبوب الذي يحب الناس أن يشاهدوه، فقد أرادها رسالة واضحة إلى العالم، ليكسب به الرأي العام العالمي كله ضد قوى الاستعمار.
ناصر أمر المشير عبدالحكيم عامر، وزير الدفاع وقتها، بأن يُسهل لفريد وفريق العمل كل الصعاب التي من المؤكد أنهم سيواجهونها أثناء التصوير تحت نيران المدافع الحربية، وكانت الأزمة الكبرى في كيفية الوصول إلى بورسعيد تحت هذه النيران التي لا تتوقف، وعن ذلك يقول فريد: «ارتدينا ملابس الصيادين ووضعنا الكاميرا والمعدات الأخرى داخل «مشنات» السمك، وغطيناها بقطع من القماش واجتزنا بحيرة المنزلة، حتى وصلنا إلى نقطة التفتيش، وعشنا لحظات عصيبة جداً، عندما تقدم الجندي الإنجليزي ليفتشنا، ماذا سيحدث لو اكتشفوا هذه الكاميرا التي أخفيناها داخل المشنة، وأنهينا الفيلم وحقق نجاحاً عظيماً حتى في سوريا ولبنان»، وخرج الفيلم للنور بعد شهور من انتهاء العدوان وتحديداً عام 1957 واستطاع أن يحقق الهدف المرجو من ورائه، كأفضل ما يكون.