كتب : وسيم عفيفي
حرب 10 رمضان ، والتي حسمت الصراع الطويل بين مصر وإسرائيل، وكانت ملحمة عسكرية تاريخية كبيرة سطرت بدماء زكية في صفحات ذهبية.
كما تعتبر السينما والدراما بشكل عام، مشكلان حجر الزاوية للمجتمع ويعبران عن حال المجتمع وتاريخه.
و تعد حرب أكتوبر حدث تاريخي عظيم كونه غير فى ضمير الأمة وغير شكل وتاريخ وخريطة العالم العربي، لذا كان ولابد أن تقوم السينما والدراما بالتكلم عن حرب أكتوبر، و لكن من المؤسف أن كل الأفلام السينمائية لم ترتقي لمستوى حرب أكتوبر، وما كانت الأفلام برغم روعتها وجمالها إلا محاولات لنقل صورة الحرب ولكنها لم تستطع تجسيدها بالوجه المطلوب.
ومن المذهل للمتأمل في تاريخ السينما المصرية والمشاهد لها، يجد أرقاما تمثل له نوع من أنواع المفاجأة التي تُذهله والتي تتعلق بأرقام الأعمال الفنية التي تكلمت عن الحرب كون أنها أفلام قليلة لحدث كبير. فهناك 11 فيلم فقط عن أكتوبر، 6 منها تكلمت عن حرب أكتوبر بشكل مباشر ومتواضع، وللمبدع محمود ياسين منها نصيب الأسد، كونه قام بالتمثيل في 3 أفلام في عام واحد، وكانت الأفلام الستة هي: “الرصاصة لا تزال في جيبي، الوفاء العظيم، بدور، أبناء الصمت”، وكانت هذه الأفلام في عام واحد وهو عام 1974، ثم فيلم “حتى آخر العمر” سنة 1975، و فيلم “العمر لحظة ” سنة 1978 .
وكذلك شهدت السينما 6 أفلام تكلمت عن فترة ما قبل حرب أكتوبر و هي فيلم “أغنية على الممر، العصفور” إنتاج سنة 1972، بالإضافة إلي فيلم “الطريق إلى إيلات” إنتاج سنة 1995، فيلم “حائط البطولات” سنة 1999 م و “أيام السادات” إنتاج سنة 2001، وفيلم “يوم الكرامة” إنتاج سنة 2004.
وعن المخابرات المصرية كانت هناك 5 أفلام ، هم “الصعود إلى الهاوية” إنتاج سنة 1978، فيلم “إعدام ميت” إنتاج سنة 1985، وفيلم “بئر الخيانة” إنتاج سنة 1987، فيلم “مهمة فى تل أبيب” إنتاج سنة 1992، فيلم “فخ الجواسيس” إنتاج سنة 1992.
ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للدراما والتي ركزت تركيزا أساسيا عن دور المخابرات المصرية، و بلغت الأعمال الفنية التي قُدمت عن المخابرات المصرية 11 مسلسل هم: “دموع في عيون وقحة” إنتاج سنة 1980 ، مسلسل “رأفت الهجان” و هو مكون من ثلاث أجزاء كان الأول عام 1987 و الثاني عام 1990، أما الجزء الثالث فكان عام 1991 ، بالإضافة إلي مسلسل “الثعلب” إنتاج سنة 1993، و “السقوط في بئر سبع” إنتاج سنة 1994، و “الحفار” إنتاج سنة 1999، “وداي فيران” إنتاج سنة 1999. فضلا عن مسلسل “وحلقت الطيور نحو الشرق” إنتاج سنة 2002 ، ” العميل 1001 ” إنتاج سنة 2005 ، ” حرب الجواسيس ” إنتاج سنة 2009 ، ” عابد كرمان ” إنتاج سنة 2011 ، وكذلك مسلسل ” الصفعة ” إنتاج سنة 2012 م ، فضلا عن مسلسلي ناصر وصديق العمر
ولا يمكن نسيان بعض الأعمال الفنية التي أرادت إسقاطا سياسيا من الناحية العسكرية قبيل الحروب وأثناء حدوثها، مثل فيلم “الكرنك” إنتاج سنة 1975، فيلم “إحنا بتوع الأوتوبيس” إنتاج سنة 1979، فيلم “ملف سامية شعراوي” إنتاج سنة 1988، فيلم “كتيبة الإعدام” سنة 1989، فيلم “المواطن مصري” إنتاج سنة 1991، فيلم “حكايات الغريب” إنتاج سنة 1992، فيلم “فتاة من إسرائيل” إنتاج سنة 1999.
وأمام كل هذه الأعمال يلوح في الأُفق شيء في غاية الأهمية وهو حتمية مشاركة الدولة مع مبدعيها في تمويل عمل فني ضخم من أجل أكتوبر دون خشية أن يحدث كساد أو خسارة للمنتج، فكل المصريين متلهفين لهذا العمل الذي لا زال الكل يتمنى حدوثه حتى الآن.