كتب : وسيم عفيفي
آل كابوني هو المجرم الذي حير رجال الشرطة، وقاد أعتى العصابات دون أن تثبت عليه تهمة واحدة.
السلوك الإجرامي يرجع في العادة لطفولة معذبة ونشأة سيئة يتعرض لها الطفل في سنواته الأولى، ولد آل كابوني عام 1899 وأسماه والداه الفونسو ونادوه اختصارا “ال” واشتهر مستقبلا باسم آل كابوني.
وفق دوت مصر ، فلم يتعرض آل كابوني للإهمال ونشأ في بيئة صالحة وكان والده يعمل حلاقا، ويكسب لقمة عيشه من عمل شريف، وعملت والدته خياطة، لكن الطفل أثارته حياة المغامرات والإجرام، وكان مشاغبا وتم فصله من مدرسته.
بعد تركه للمدرسة عمل آل كابوني في مهن عديدة، منها بائع في محل للحلوى وعامل في محل لتجليد الكتب، ثم انضم الى إحدى العصابات الصغيرة التي عمل معها قوادا في أحد مواخير الدعارة والتحق بعد ذلك بعصابة النقاط الخمس، التي كان يتزعمها فرانكي يالي فاشتغل كرجل حماية داخل أحد نواديه الليلية، هناك تعرض لجروح في وجهه أثناء مشاجرة مع شقيق إحدى الفتيات فأصبح يعرف باسم الوجه ذو الندبة.
كان آل كابوني برغم إجرامه عطوف القلب رحيما بالفقراء، وافتتح مطعما لتقديم حساء الدجاج للفقراء مجانا، كان يأخذ من الأغنياء ليعطي للفقراء إلا أن هذه الصورة المثالية سرعان ما تشوهت نتيجة الصراعات وتصفية الحسابات بين عصابة آل كابوني والعصابات الأخرى والتي كان يذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء.
أدار آل كابوني ألف رجل تحت إمرته، لكن سمعته الطيبة كمجرم رحيم ساءت في أحد الأيام بعد أن داهم مع رجاله وكر إحدى العصابات المنافسة، متنكرين في زي رجال الشرطة، وسميت تلك الواقعة بمذبحة يوم القديس فالنتين وراح ضحيتها سبعة رجال رميا بالرصاص.
ونتيجة جرائمه الكثيرة أطلقت عليه الصحافة اسم “عدو الشعب رقم واحد” ورغم أنه لم يحاكم على أي جريمة قتل اقترفها، ولم تثبت عليه أي واحدة منها، إلا أن محقق الضرائب اليوت نيس نجح في تقديم آل كابوني للمحاكمة بتهمة التهرب من الضرائب وحكم عليه عام 1931 بالسجن لمدة أحد عشر عاما.
أطلق سراح آل كابوني سنة 1939 بعد أن اعتلت صحته وأصيب بمرض السفلس، وقضى المدة المتبقية من حياته في منزله ولم يكن قادرا على إدارة عصاباته، حتى فارق الحياة على فراشه عام 1947 جراء تعرضه لسكتة قلبية.