الرئيسية » تراثيات صحافة زمان » “تراثيات صحافة زمان” | رأي “اللورد كرومر” في “المكتبة الخديوية”

“تراثيات صحافة زمان” | رأي “اللورد كرومر” في “المكتبة الخديوية”

كتب – وسيم عفيفي
تعتبر المكتبة الخديوية التي نشأت بقرار من الخديوي إسماعيل هي نواة دار الكتب بمبادرة من علي باشا مبارك، ناظر المعارف في عصر الخديوي إسماعيل، التي تأسست 1870م تحت-خانة الخديوية المصرية في الطابق الأرضي بسراي الأمير مصطفى فاضل، شقيق الخديوي إسماعيل، بدرب الجماميز. وذلك من أجل “تجميع المخطوطات النفيسة مما حبسه السلاطين والأمراء والعلماء والمؤلفون على المساجد والأضرحة ومعاهد العلم”.
التطور
مع ازدياد محتويات الدار وضيق المكان بها، نقلت سنة 1903 إلى المبنى الجديد بميدان باب الخلق والذي أنشئ خصيصا لدار الكتب ودار الآثار العربية.
وخصص للدار الطابق الأول ومافوقه، وافتتح في أول سنة 1904م.

رأي اللواء كرومر في المكتبة الخديوية

رأي اللواء كرومر في المكتبة الخديوية

ووفق المعرفة فلعل مجلة المقتطف من أبرز الظواهر الثقافية الأخيرة في بيروت، فقد أنشأها الدكتور يعقوب صروف مع رفيقه الدكتور فارس نمر في غرة يونيو 1876، وهما بعد في المدرسة الكلية. وهي مجلة شهرية علمية صناعية زراعية، كانت تشمل أولا على 24 صفحة حتى بلغ عدد صفحاتها 124 بحرف دقيق. فكانت “شيخ المجلات العربية” لأنها بلغت عمرا طويلا لم يبلغه سواها على الاطلاق. وقد أصاب الطرزي كبد الحقيقة حين قال: ان المقتطف هو العمل الاعظم والتأليف الأكبر الذي وقف له العمر كل من صروف ونمر”

لاقت مجلة “المقتطف” ترحيبا كبيرا، ونالت شهرة طبقت الآفاق عصرئذ. وفضلا عن المقالات التي يكتبها صاحباها العلامتان، فان المجلة كانت مشحونة بفصول كثيرة لأفضال حملة الأقلام في الشرق من جهابذة اللغة والشعر والتاريخ والصحافة والأدباء والعلماء والأطباء والصيادلة. كما كانت المقتطف ميدانا تتبارى فيه أقلام الكتاب من كل البلدان العربية. فكانت حقا من أعظم وأهم المشاريع الثقافية في مضمار التنوير العربي وكانت مجلة من المستوى الراقي الرفيع لا يقل شأنا عن أفضل الدوريات الأوربية – على حد قول كريمسكي . ومن هنا ينبغي علينا تقدير الدور العظيم، الذي اضطلعت به المقتطف في مجال الترويج للنظريات والأفكار العلمية التقدمية، وفي طليعتها مذهب داروين في النشوء والارتقاء والبرهنة على أنه لا يتناقض مع الأديان والكتب المقدسة. وكانت تحارب الفكر الرجعي والرجعية التي حاولت عرقلة تطور وتقدم الفكر الاجتماعي من موقع الدفاع عن الفكر العلماني – التنويري. ونخص بالذكر المناظرات العلمية الشهيرة بينها وبين “البشير” البيروتية لسان حال اليسوعيين. ومع الأوساط المتحالفة مع نظام القهر التركي التي لم يعد بالامكان – في ظروف الاستبداد – دعوتها للبراز في الميدان السياسي – الاجتماعي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*