كتب – وسيم عفيفي
رغم أن الصعيد لم يكن يعرف شيء اسمه المحفل الماسوني ، لكن أقيم فيه محفلاً .
ويعتبر أول تواجد ملموس ومؤكد في مصر للماسونية العلمية سنة 879 م على يد المهندس سعيد بن كاتب الفرجاني، وهو مهندس قبطي من الشرقية، أوكل إليه بناء جامع بن طولون فاستعان ببعض البنائين الأوروبيين الذين وصفهم بالأعزاء، اتضح فيما بعد أنهم من الماسونيين الهاربين من بطش سلطات دينية في بلادهم.
عرفت مصر الماسونية العامة المتبعة في المحافل الماسونية حاليا عند وصول نابليون بونابرت وأسطوله إلى مصر، في 1798، وكان من مشاهير الماسونيين، وبمساعدة قائد جيشه «كليبر»، أسسا أول محافل الماسونية في مصر وعرف بمحفل «إيزيس»، ليس فقط لتكريم الألهة المصرية، إنما لبث رسالة من الماسونيين في العالم أن الماسونية نفسها من آثار المصريين القدماء.
الظهور التالي للماسونية في مصر كان بعد 30 عاما، وشهد هذا الظهور انطلاقة زاخرة للحركة في مصر، حتى وصل عدد المحافل لأكثر من 100 محفلا على الطرق الأسكتلندية والفرنسية والأمريكية والإيطالية، ففي عام 1830 تأسس في الإسكندرية محفلًا ماسونيًا بواسطة أخوة إيطاليين ماسونيين، تلاه في 1838 تأسيس محفل عرف باسم «مينيس».
حتى 1845 كان الماسونيون المصريون يخافون المجاهرة بالانضمام للمحافل الماسونية، حتى أنشئ محفل الأهرام بالإسكندرية، وانضم له كبار الأدباء والنبلاء وعلية القوم، ولم يعارض تواجده شعب أو سلطة، ما ساعده على النمو وتقوية مجموعة أعضاءه وتعزيز مكانته، حتى أنه انضم إليه أمراء من الأسرة العلوية الحاكمة لمصر حينها، أهمهم الأمير محمد عبد الحليم بن محمد علي باشا ووصل عدد أعضاءه لـ1000 عضو، وكان أكبر وأهم المحافل الماسونية التي نشأت في مصر.
وصلت المحافل الماسونية للشرقية والدقهلية وامتدت لبورسعيد والإسماعيلية والسويس بخلاف القاهرة والإسكندرية، حيث كانتا أول المدن المصرية التي عرفت الماسونية في مصر، وأنشئ بها محافل، واشتهرت محافل عدة مثل «منف» و«الكون» و«كوكب الشرق» و«الكونكورد» و«بلور»، وفي الإسكندرية كان أول محفل على الطريقة الإيطالية يصرح له بالعمل في منح الدرجات العليا للأعضاء سنة 1864.