الرئيسية » وثائق تراثيات » ” وثائق تراثيات ” | “محمد علي” أول خديوي لـ “مصر” وليس “إسماعيل”
محمد علي و الخديوي إسماعيل
محمد علي و الخديوي إسماعيل

” وثائق تراثيات ” | “محمد علي” أول خديوي لـ “مصر” وليس “إسماعيل”

كتب – وسيم عفيفي
من وثائق تراثيات ” رتبة خديوي ” أو خديو هو لقب إختص به ولاة مصر العثمانية دون غيرهم من ولاة الدولة العثمانية منذ عام 1866 م وحتى إعلان السلطنة المصرية في أعقاب فرض الحماية البريطانية على مصر عام 1914 م
قيل أن أول من حمل هذا اللقب هو الخديو إسماعيل أما من قبله من محمد علي باشا إلى سعيد باشا فلم يحملوا هذا اللقب بل كانوا ولاة ممتازين يحمل الواحد منهم لقب ” والي مصر” أو ” عزيز مصر ”
لكن وثيقة تركية نادرة ينشرها موقع تراثيات تعود تاريخها إلى سنة 1840 م تفيد بأن أول من حصل على لقب ” خديوي ” كان محمد علي نفسه هذه الوثيقة هي خطاب من محمد علي باشا إلى السلطان العثماني عبد المجيد الأول يشكره فيه على منحه الخديوية له .
ويلاحظ في الوثيقة المنشورة في الكتاب النادر ” مصر في الوثائق العثمانية ” أنها مكتوبة باللغة التركية وهي اللغة الرسمية للباب العالي والتي كان يتكلم بها محمد علي وقد قام بتملية نص الشكر عن طريق كتبة ديوانه .
وعن أسباب هذا اللقب فقد كان بمثابة تهدئة محمد علي تجاه الباب العالي حيث كان محمد علي قد بدأ فعلياً في حرب الدولة العثمانية لولا تكالب الدول الغربية عليه مما أدى إلى هزيمة محمد علي بإنسحابه المشروط في معاهدة لندن بأن يكون حكم مصر في أسرته بقرار من الباب العالي وكان أيضا من تلك الشروط أن يمنح لقب خديوي فما كان من محمد علي إلا تقديم الشكر للسلطان .

خطاب من محمد علي باشا إلى السلطان يشكره على منحه الخديوية

خطاب من محمد علي باشا إلى السلطان يشكره على منحه الخديوية

أما بشأن نهاية الخديوي إسماعيل ، أدت النزعة الإستقلالية للخديوي إسماعيل في حكم مصر إلى قلق السلطان العثماني، بالإضافة إلى الأطماع الإستعمارية لكل من إنجلترا وفرنسا لمصر وتحت ضغط كل من قنصلي إنجلترا وفرنسا على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني أصدر فرماناً بعزل الخديوي إسماعيل في 26 يونيو 1879م وبُعث إلى مصر عن طريق التلغراف وجاء نص الفرمان الذي ورد من الآستانة كالتالي : ( إلى سمو إسماعيل باشا خديوي مصر السابق ، إن الصعوبات الداخلية والخارجية التي وقعت أخيراً في مصر قد بلغت من خطورة الشأن حداً يؤدي استمراره إلى إثارة المشكلات والمخاطر لمصر والسلطنة العثمانية، ولما كان الباب العالي يرى أن توفير أسباب الراحة والطمأنينة للأهالي من أهم واجباته ومما يقضيه الفرمان الذي خولكم حكم مصر، ولما تبين أن بقاءكم في الحكم يزيد المصاعب الحالية، فقد أصدر جلالة السلطان إرادته بناء على قرار مجلس الوزراء بإسناد منصب الخديوية المصرية إلى صاحب السمو الأمير توفيق باشا، وأرسلت الإرادة السنية في تلغراف آخر إلى سموه بتنصيبه خديوياً لمصر، وعليه أدعو سموكم عند تسلمكم هذه الرسالة إلى التخلي عن حكم مصر احتراماً للفرمان السلطاني).
وقد سافر إسماعيل بعد ثلاثة أيام إلى نابولي بإيطاليا، ثم انتقل بعدها للإقامة في الأستانة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*