الرئيسية » وثائق تراثيات » “وثائق تراثيات” | قائمة بالأراضي الزراعية الواقعة في احتكار ” محمد علي “
محمد علي
محمد علي

“وثائق تراثيات” | قائمة بالأراضي الزراعية الواقعة في احتكار ” محمد علي “

كتب – وسيم عفيفي
وفق كتاب عصر محمد علي ، فيبدو أن محمد علي بعد احتكاره ملكية أطيان القطر المصري رأى أن يخفف غلواء هذا الاحتكار ويقرر نوعا من الملكية الفردية، بان أقطع كثيرا من أعيان الدولة ورجال الجهادية والموظفين وبعض كبار الأعيان مساحات شاسعة من الأراضي البور قدرها كلوت بك ب200 ألف فدان ليستحثهم على اصلاحها وإحياء مواتها ، وبذلك يزداد العمران في البلاد وتتسع الأراضي الزراعية وقد أعفاها من الضرائب وسميت أباعد أو أبعاديات لأنها كانت مستبعدة عن مساحة فك الزمام التي عملت سنة 1813، ولأجل أن يستحث أصحاب تلك الأبعاديات على العمل فيها وإصلاحها أصدر أمرا في سنة 1838 بمنعهم من أن يؤجروها ويأمرهم ويؤكد عليها أن يشتغلوا بأنفسهم في اصلاحها.

قائمة بالأراضي الزراعية الواقعة في احتكار محمد علي بالإسكندرية

قائمة بالأراضي الزراعية الواقعة في احتكار محمد علي بالإسكندرية

وخص أفراد أسرته وكبار حاشيته بأراض أخرى أوسع من الأبعاديات سميت جفالك أو شفالك وأعفاها أيضا من الضرائب، وكانت تعطى بهذه الأطيان تقاسيط من مصلحة الروزنامة أو حجج تحرر بالمحاكم الشرعية، وكانت كذلك في المبدأ خارجة عن الأراضي الممسوحة التي تجنى منها الضرائب.
وينشر تراثيات ، وثيقة لهذا الأمر ، يعطي جواباً من محافظ الإسكندرية ، موجهاً لقلم الإيجارات وهو الخاص بأرض السكة الزراعية التي كانت متأجرة في شياخة عصر محمد علي

الكلام عن نظام الملكية والضرائب يستتبع الكلام عن الاحتكار للارتباط بينهما، ذلك انه كان مالوفا من عهد المماليك ان تجنى الضرائب نوعا من حاصلات الارض، ولم يكن الفلاحون الذين خولهم محمد علي حق الانتفاع بالاراضي من اليسار بحيث يستطيعون اداء الضريبة نقدا في موعدها، كما ان الحكومة من جهة اخرى كانت تعطي الفلاحين ادوات الزراعة والمواشي والبذور التي يحتاجون اليها قرضا، فكانت قيمتها دينا عليهم يجب ان يؤدوه مع الضرائب، وهم كما قدمنا عاجزون عن ادائها نقدا لما كانوا عليه من الفقر والفاقة، لذلك اذن محمد علي باشا للفلاحين ان يؤدوا الضريبة صنفا من حاصلات أراضيهم، وانشأ في المديريات شونا (جمع شونة) لتحفظ فيها الحاصلات التي تجنى من الفلاحين، ومن هنا صارت الحكومة تتوىل بيعها للاهالي ولتجار الجملة من الاجانب الذين يصدرونها للخارج، وتتولى هي ايضا تصديرها لحسابها وبيعها في ثغور فرنسا وايطاليا والنمسا وانجلترا، فربحت من هذا العمل ارباحا طائلة، فكانت هذه الارباح مغرية لها باحتكار حاصلات القطر المصري والاتجار بها

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*