الرئيسية » تراثيات شوارع ومقابر » قصة رائد الطب “كلوت بك” الذي لا نعرفه إلا من شارع على اسمه
كلوت بك
كلوت بك

قصة رائد الطب “كلوت بك” الذي لا نعرفه إلا من شارع على اسمه

كتب – وسيم عفيفي
كان شارع كلوت بك آية من آيات الجمال الجغرافي في مصر في القرن الـ 19 وكان أيضاً من أكبرها حجماً
يبدأ الشارع من ميدان رمسيس عند رأس شارع الفجالة ” شارع كامل صدقي اليوم ”
وينتهي عند ميدان الخازندار عند الطرف الشمالي الغربي لحديقة الأزبكية ، أقيمت واجهات منازلة فوق بوائك جميلة وقد كان فى القرن 19 من أجمل شوارع القاهرة ، وينتشر فى هذا الشارع الفنادق والبنسيوهات الصغيرة .
تأسس شارع كلوت بك وتم افتتاحه حوالي عام 1872 ، وقد سمى هذا الشارع باسم الطبيب كلوت بك مؤسس مدرسة طب القصر العينى على أيام محمد على .
اسمه انطوان براثيليمي كلوت ولد بفرنسا في نوفمبر 1793
هو طبيب فرنسي تولى بأمر من محمد علي باشا تنظيم الإدارة الصحية للجيش المصري، ثم أصبح بعد ذلك رئيس أطباء الجيش فمنحه محمد علي باشا لقب “بك” تقديرًا لجهوده في النهضة الطبية التي أحدثها في مصر.
كان محمد علي له مشروع إصلاحي عظيم وكان كلوت بك أحد أضلاع هذا المشروع
فقد أسس كلوت بك مدرسة الطب في أبي زعبل عام 1827 وكانت أول مدرسة طبية حديثة في الدول العربية ومعظم الأساتذة الذين درسوا فيها كانوا فرنساويين أو أسبان
وكانت الكتب و المراجع فيها مراجع فرنسية وكانت المحاضرات تُترجم للعربية من أجل دراسة علوم التشريح والجراحة والأمراض الباطنية والفيزياء ، وتم اختيار 100 طالب لهذه المدرسة ولهم مرتب شهري قدره 100 قرش والأكل من نفقة الأزهر وكانت تضم 720 سرير، والتي نقلت بعد ذلك إلى قصر العيني، والذي غلب على اسمها فأصبحت تعرف بالقصر العيني وألحق بها مدرسة للصيدلة، وقد تأسس قسم للولادة و مدرسه للقابلات فى المستشفى ولكن كانت هناك صعوبة شديدة في أن تجد الحكومة طالبات مصريات للمدرسة فتغلب محمد علي على هذه المشكلة فقرر أن تقوم الحكومة بشراء 10 بنات من الحبشة و السودان من سوق العبيد
ويدخلوا المدرسة كذلك وفى سنه 1835 ضموا 10 جواري أخريات
ووصل عدد الطالبات لـ 22 جارية ، ثم زادوا بـ 10 كانوا في حالة مرضية عنيفة ثم دخلوا للعلاج وعقب شفائهم دخلوا المدرسة وتعلموا على كتب كلوت بك التي ترجمها الطبيب محمد الشافعي
كما بذل كلوت بك جهودًا كبيرة في مقاومة الطاعون الذي حل بالبلاد عام 1830. وعني بتنظيم المستشفيات وهو الذي أشار بتطعيم الأطفال ضد الجدري
وفي عام 1847، كان كلوت بك أول من استخدم البنج في مصر في عمليات خاصة والبتر.
وبقدوم عام 1849 و بعد أن ساد مصر حالة من الإهمال في عهد عباس حلمي الأول توجه إلى مرسيليا ثم عاد لمصر مرة أخرى عام 1856 في عهد محمد سعيد باشا الذي قرر إعادة افتتاح مدرسة الطب في احتفال ضخم.
وفي عام 1858 عاد كلوت بك إلى فرنسا لمرضه، وتوفي في مرسيليا في عام 1868.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*