الرئيسية » تراثيات شوارع ومقابر » “أسد بن الفرات”  القاضي القائد الذي تحول مسجد على اسمه إلى موطن للسياسة
أسد بن الفرات
أسد بن الفرات

“أسد بن الفرات”  القاضي القائد الذي تحول مسجد على اسمه إلى موطن للسياسة

كتب – وسيم عفيفي
بالدقي أحد أهم المساجد بها وأشهرها وهو مسجد أسد بن الفرات ، وقد تم اتخاذ هذا المسجد كأحد أهم معاقل قوى الإسلام السياسي وأحد رموزهم وهو البرلماني الأسبق والمرشح الرئاسي السابق حازم صلاح أبو إسماعيل
ولكن إن كانت أهمية المسجد مشهورة بسبب السياسة فإن القائد الذي سُمّي المسجد على اسمه كان أكثر أهمية في التاريخ .

هو عبد الله أسد بن الفرات بن سنان قاضي القيروان ، وأحد تلاميذ الإمام مالك ، كان مولده سنة 142 هـ م بمنطقة حرّان من أعمال ديار بكر بالشام

رحل أبوه من حرّان إلى القيروان في جيش محمد بن الأشعث وأخذه معه وهو طفل فنشأ بها وتفقه فيها ، ثم ارتحل الي العراق وأخذ عن أبي يوسف والشيباني مذهب أبي حنيفة. ثم ارتحل إلي مصر، فقابل أئمة الفقه من أصحاب مالك، فأخذ عن ابن القاسم. اشتغل بعد رجوعه بالتدريس ونشر العلم فكان يدرس المذهبين الكبيرين السائدين في العالم الإسلامي إذ ذاك، مذهب أهل الحديث في المدينة النبوية، ومذهب أهل الرأي في بغداد. فتتلمذ عليه الكثير أمثال سحنون بن سعيد وهو أول من أدخل مذهب الإمام مالك إلى الجزائر.

وفي سنة 204 هـ تم تنصيبه قاضي على القيروان ثم عينه زيادة الله بن إبراهيم أميرا على الجيش والأسطول ووجهه لفتح جزيرة صقلية سنة 212 هـ

وفي 9 رمضان من عام 112 هجرية تمكن القائد أسد بن الفرات من فتح جزيرة صقلية في البحر الأبيض المتوسط والتي تعتبر همزة الوصل بين شمال أفريقية من ناحية وبين إيطاليا من ناحية أخرى بالإضافة إلى الأهمية التجارية والحضارية حيث سهل الفتح أمر الاتصال بالشعوب صاحبة الحضارة على شواطئ المتوسط منذ قديم الزمان .

وللمعلومة لم يكن غزو المسلمين عن طريق البحر أمراً غريباً عنهم أو غير مألوف بالنسبة لهم فقد كانوا يفرحون للغزو في البحر ابتغاء الشهادة التي توصِل الشخص إلى جنة الله ، بالإضافة إلى أنهم كانوا يطلبون من الذي يقومون بغزو البحر أن يدعو لهم لأنهم مستجابين الدعوة
ولذلك لم يكن ركوب البحر غريباً على المسلمين بتاتاً ، فقد غزا معاوية بن أبي سفيان جزيرة قبرص ، كما قاد عبد الله بن أبي سعيد بن أبي السرح معركة ذات الصواري، وكانت معركة رهيبة غيّرت تاريخ البحر الأبيض المتوسط وكانت أكبر معركة بحرية عام 34هـ ، كما واصل عبد الله بن قيس الفزاري قيادة هذا الأسطول، فوصل إلى صقلية فغنم وعاد سالما .
واستمر الغزو الإسلامي لجزيرة صقلية واشتد ساعد الدولة الإسلامية عندما انضم كان مسلمو أفريقيا بحكم موقعها الجغرافي قد تولوا أمر هذا الفتح وكان أشهر عباس بن أخيل وكان من أحد رجال موسى بن نصير .

وبحلول العصر العباسي وفي خلافة المأمون بن هارون الرشيد تم الظفر وفتح صقلية على يد أسد بن الفرات حيث قاد عشرة آلاف رجل، منهم ألف فارس ، و خرج إلى سوسة ليتوجه منها إلى صقلية

وركب أسد بن الفرات البحر سنة 212هـ، ونزل في مدينة فأزر من بلاد صقلية، والتقى الجمعان، وكان أسد بن الفرات يحض ويحث المسلمين على الصمود والقتال واستطاع الجيش الإسلامي أن يدك حصونـا ويقتحمها إلى أن حاصر سرقوسة ، وفي أثناء الحصار أصيب بجروح بالغة سال منها الدم على اللواء الذي يحمله حتى فاضت روحه إلى ربها راضية مرضية. وتوفي أسد بن فرات بمرض الطاعون أثناء حصاره لمدينة سرقوسة وذلك في شهر ربيع الثاني سنة 213 هـ/828 م ودفن في قصريانة.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*