كتب – وسيم عفيفي
كان لاظ أوغلي عاملاً فاعلاً في نشأة مصر الحديثة التي بدأت فعلياً في عهد محمد علي حيث الاهتمام بالصحة والتعليم والبنية التحتية
إلا أن محمد علي كان لابد وهو في أوجج سلطته بعد تقليص دور المقاومة الشعبية ثم القضاء على أعتى وأعدى أعدائه وهم المماليك ومن قبلهم نجاحه في حملة فريرز ، كل هذا لا بد وأن يتم وهو مسنود على جيشه قوي مؤهل لمساعدته في إنجاز ما يحلم به !
وكان الرجل الأبرز في حاشية الوالي محمد علي هو ذلك الكتخدا محمد لاظ أوغلى باشا
اسمه الحقيقي “محمد لاظـ ” و كلمة ” أوغلى ” تعنى “باشا” أو ” قائمقام ”
قَدِم إلى مصر في نفس الظروف التي قدم إليها الوالي محمد علي باشا عندما قدمت الجيوش العثمانية إلى مصر لإشراف على خروج الحملة الفرنسية سنة 1801
ثم استقر بمصر مع محمد علي ، وعقب حملة فريزر تولى منصب كبيراً في مصر يعادل منصب رئيس الحكومة الآن وكان ذلك عام 1808 ، كما تولى منصب وزير المالية .
وفي عام 1822 تولى منصب وزير الدفاع ، وكانت تسمى وقتها بالجهادية . واستطاع تحقيق انجازات هائلة بجيش مصر ولكن برغم منصب محمد لاظوغلي والمدة التي رأس فيها الوزارة إلا أنه لم يكن يهتم بذكر اسمه أو تمجيد أعماله وإنجازاته ولا أحد يعلم السبب .
أقوال كثيرة علقت بالرجل وكان أشهرها أنه صاحب فكرة مذبحة القلعة
وبرر آخرون بسبب ندرة أخباره أن تمثال لاظوغلي ليس تمثاله الحقيقي وإنما تمثال تقريبي
فقد أُطلق اسم لاظوغلي على أحد أشهر ميادين القاهرة ، ويتوسطه تمثال له ، صنعه صانع التماثيل الفرنسي جاك مار عام 1872م ، بعدما قررت الحكومة المصرية عمل تماثيل لكبار الشخصيات في عهد محمد علي باشا، وبالطبع كان لاظوغلي باشا من بينهم
وقد واجهت صانع التماثيل الفرنسي مشكلة عندما كُلف بصنع تمثال للاظوغلي، ألا وهي عدم وجود صورة له يمكن من خلالها صنع التمثال ؛ لأن لاظوغلي باشا ورغم فترة رئاسته الطويلة للحكومة ، إلا أنه لم يكن مهتمًا بذكر اسمه أو تمجيد أعماله وإنجازاته.
استعان جاك مار بأحد أصدقاء لاظوغلي باشا للوصول إلى أي شخصٍ يشبهه ، وبعد بحث طويل عثر صديق لاظوغلي باشا على سقّاء مياه ، يشبه وجهه وجسده بصورة كبيرة وجه وجسد صديقه ، وعلى الفور قاموا بصنع ملابس رئيس وزراء للرجل ، وألبسوه إياها ، ووقف السقاء وقفة الأمراء ، وقام جاك مار بصنع تمثال لاظوغلي باشا ، متخذًا من السقاء بديلاً عن صاحب التمثال الحقيقي ، إلا أنه لا يوجد مصدر موثوق بهذه المعلومة سوى ما تناقله الناس