الرئيسية » تراثيات شوارع ومقابر » “عبد الخالق ثروت” شارع في وسط البلد على اسم شخصية مثيرة للجدل
عبد الخالق ثروت
عبد الخالق ثروت

“عبد الخالق ثروت” شارع في وسط البلد على اسم شخصية مثيرة للجدل

كتب – وسيم عفيفي
برغم وجود شارع باسمه في منطقة وسط القاهرة كان يشتهر بأنه شارع المكتبات والذي حمل منذ البداية اسم عبد الخالق ثروت ، ثم تغير ، ليحمل اسم الملكة فريدة ، الزوجة الأولي للملك فاروق بعد زواجها به في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي ، ولكنه عاد لإسمه الأول بعد قيام حركة يوليو سنة 1952

لكن لم توجد شخصية مثيرة للجدل في عهد الملك فؤاد مثل شخصية عبد الخالق باشا ثروت
كان رئيس وزراء مصر فى عهد الملك  فؤاد  لفترتين
الأولى من 1 مارس 1922 إلى 30 نوفمبر 1922
والثانية من 26 أبريل 1927 إلى 16 مارس 19288.

وصدر في فترة رئاسة للوزراء تصريح إلغاء الحماية البريطانية عن مصر في 28 فبراير سنة 1922 ، كما كان رئيس النادي الأهلي في الفترة من 1916 حتى 1924

ولد عبد الخالق إسماعيل عبد الخالق ثروت  في درب الجماميز عام 1873
كان جده من كبار الحكام في أوائل عهد محمد علي
كما كان أبوه من كبار المسئولين عن الشئون المالية
وكانت أمه تنتمي إلى أصول تركية
وكانت زوجته هي السيدة “فاطمة هانم ” ، وكان الاثنان يمتلكان أكثر من 1500 فدان في منيا القمح  بالشرقية  وفي دسوقق بالبحيرة وفي بني سويف .

بدأ دراسته في مدرسة عابدين ، ثم مدرسة المعلمين ، وإلتحق بالحقوق في عام 1888 وحصل على الليسانس عام 1893م
عمل بعد تخرجه بقلم قضايا الدائرة السنية ثم  وكيلا لنيابة الحقانية وقاضيا بمحكمة مصر الأهلية  ثم وكيلا لمحكمة قنا الأهليةة فمديراً لأسيوط ثم نائباً عاماً وبعدها وزيراً للحقانية ثم الداخلية ثم رئيساً للوزراء .

ويمكن إيجاز سبب إثارة الجدل في شخصية عبد الخالق ثروت فيما يلي

فمن ناحية الإيجابيات فقد ساهم في نشر العلوم والمعارف
فقد شارك في طباعة كتاب ” المخصص” وهو من كتب التراث النادرة الذي بدأ طبعه بمطبعة بولاق عام 1898م، وتمت الطباعةة سنة 1903م أي استغرقت طباعته خمس سنوات.
كما أشار على دار الكتب المصرية بطبع كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لما له من أهمية كبيرة في إبراز تاريخ مصرر وحضارتها
وأنشأ وزارة الخارجية كما أبطل حضور المستشار المالي الإنجليزي جلسات مجلس الوزراء

ومن ناحية سلبياته الفادحة فقد أُجملت فيما يلي

– كان في بداية عمله موالياً للإنجليز حيث عمل سكرتيرا للمستشار القضائي الإنجليزي وإنحاز للإنجليز وقربه الإنجليز وكانوا وراء اختياره وزيرا للحقانية في 5 إبريل 1914

– عندما كان وزيراً للداخلية أمر بمصادرة صور سعد زغلول في أي مكان توجد به ومنع أية فضيات عليها صور سعد

– قام بحذف عدد كبير من مناظر ومشاهد الفيلم التسجيلي الذي أخرجه المخرج محمود بيومي لاستقبال سعد زغلول

– منع وكلاء الأمة من الاجتماع في بيت الأمة

– حارب جولة سعد زغلول مع نواب حزب العمال البريطاني الذين زاروا مصر في تلك الفترة.

كما كان هناك أمر في غاية التعقيد في حياة وتاريخ عبد الخالق ثروت

هو موقفه من قاتل بطرس غالي .
في 20 فبراير 1910 كان بطرس غالي قد خرج من مكتبه كرئيس للوزراء
وكان  يستعد لركوب سيارته فتم إطلاق الرصاص عليه بيد إبراهيم ناصف الورداني وقبض عليه في محل ارتكاب الجريمة وسجنن في إحدى غرف الحقانية واستلمه سعادة النائب العمومي للتحقيق معه
وقد وجهت للورداني تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، وهي جريمة عقوبتها الإعدام

وقام عبد الخالق باشا ثروت الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب النائب العام بالتحقيق في القضية ، وطالب بإحالة أوراقه للمفتي لكن المفتي أخذ بوجهة نظر الدفاع القائلة باختلال قوى المتهم العقلية وضرورة إحالته إلى لجنة طبية لمراقبته ، إلا أن المحكمة لم تأخذ برأي المفتي ، وكانت سابقة أولى أن يعترض المفتي على حكم محكمة الجنايات برئاسة الإنجليزي “دولبر وجلي”، وأن القاضي لا يأخذ برأيه

وفي يوم 9 جمادى الأولى 1328 هـ  الموافق 18 مايو 1910 م
أصدرت محكمة الجنايات حكمها بالإعدام على الورداني
وتم اعدامه في صباح يوم 21 من جمادى الآخرة 1328 هـ الموافق 28 يونيو 19100م

والغريب أن بعد وفاة عبد الخالق ثروت في يوم 22 سبتمبر 1928 تم إطلاق شارع على اسمه بينما ابراهيم ناصف الورداني لم يحدث معه نفس الشيء !

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*