كتب – وسيم عفيفي
سيدي بشر ، رمز من رموز الإسكندرية التي وردت في مسلسل بكلمات أحمد فؤاد نجم وصوت محمد الحلو وألحان عمار الشريعي حيث تغنّى الجميع لزيزينيا
” وعمار يا إسكندرية يا جميلة يا ماريا ، وعد ومكتوب عليا ومسطر ع الجبين
لأشرب من الحب حبه وانزل بحر المحبة واسكن حضن الأحبة و الناس الطيبين ”
من هؤلاء الناس الطيبين شخصيات كثيرة في عروس البحر المتوسط محافظة الإسكندرية
ولأنهم فيهم من الطيبة ما يعجز اللسان عن وصفه تم تسمية بعض المناطق على اسمهم
ومن هؤلاء الطيبين الذين لهم أسماء شهيرة بالإسكندرية شخصية في غاية الروعة
وهي شخصية الشيخ بشر بن الحسين بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن بشر الجوهري
يحكي كثيراً عنه الدكتور صبيح رائد التأريخ الصوفي
فهو من سلالة آل بشر الذين وفدوا إلى الإسكندرية في أواخر القرن الخامس الهجري أو أوائل القرن السادس الهجري مع من جاء من علماء المغرب والأندلس في تلك الفترة
وكان الشيخ بشر الجوهري متصوفا زاهدا اعتزل العالم وأقام في منطقة منعزلة على شاطئ البحر في مدينة الإسكندرية وهي التي عرفت باسمه فيما بعد ، واشتهر بين الناس بصلاحه وتقواه ولما توفي عام 528 هجرية دفن في نفس المكان الذي كان يقيم فيه، وأقام الناس له ضريحا حول قبره ، وعندما امتد العمران إلى هذه المنطقة أنشأ الأهالي مسجدا حول الضريح في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي .
والضريح عبارة عن غرفة مربعة الشكل تعلوها قبة على رقبة مرتفعة
وفي أركانها مقرنصات مصفوفة في سبعة صفوف
كان من المتداول على ألسنة أهل الإسكندرية أن سيدي بشر المدفون فى المسجد المسمى باسمه برمل الإسكندرية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالرجوع إلى المراجع التاريخية وكذا كتب السير يتبين لنا أن هناك ثلاثة من الصحابة باسم سيدي بشر كانوا قد وفدوا على مصر أيام الفتح وبعده
فقد جاء في كتاب در السحابة فيمن دخل مصر من الصحابة أن من دخل مصر من الصحابة باسم ” بشر ” هم ثلاثة
الأول بشر بن أبي أرطاه : كان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد فتح مصر واختط بها وكان من شيعة معاوية شهد صفين معه وتولى إمارة البحرين وقال ابن ربيع أن بشر مات أيام معاوية بدمشق وقيل انه مات أيام عبد الملك بن مروان ودفن بالمدينة وقال السعودي مات فى خلافة الوليد سنة 86هـ وقال الواقدى ولد بشر فبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين ولأهل مصر عنه حديث واحد
الثاني بشر بن ربيعة الختعمي ويقال الغنوى مصرى ، روى حديثه أحمد والبخارى والطبرانى فى التاريخ وغيرهم أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول: لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك جيشها وقال عبيد الله بن بشر بن ربيعة الغنوى فدعاني مسلمة بن عبد الملك فسألني فحدثته بهذا الحديث فغزا القسطنطينية .
الثالث بشر بن جابر بن عراب قال : وقد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر ولا تعرف له زاوية
إلا أن هذا حُسم بالعثور على مخطوط لم يذكر اسمه أو مكانه يؤخذ منه أن صاحب الضريح هو بشر بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن بشر الجوهري وهو من سلالة آل بشر الذين كان لهم مكان ملحوظ فى وعظ الناس وهدايتهم إلى سواء السبيل و وفد على الإسكندرية ولكنه لم يذكر من أين لكنه جاء فى عصر الدولة الفاطمية
أقام سيدي بشر في منطقة منعزلة على شاطئ البحر في مدينة الإسكندرية، وهي التي عرفت باسمه فيما بعد واشتهر بين الناس بصلاحه وتقواه ولما توفي عام 528 هجرية، دفن في نفس المكان الذي كان يقيم فيه، وأقام الناس له ضريحا حول قبره.
وعندما امتد العمران إلى هذه المنطقة أنشأ الأهالي مسجدا حول الضريح في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وتم تجديد في عهد الخديوي عباس الثاني، الذي مد خط سكة حديد إلى المنطقة ليصلي في المسجد صلاة الجمعة من كل أسبوع أثناء قضائه فترة الصيف بالإسكندرية. وفي عام 1945 تم توسعة المسجد وأضيف إليه ما جعل مساحته أربعة أمثال ما كانت عليها.
وفي عام 1947 أنشئ أمام المسجد ميدان فسيح وحديقة تجاور شاطئ البحر ليصبح حي سيدي بشر أحد أشهر أحياء الإسكندرية.
وفي شهر يونيه عام 2000م وفي عهد المحافظ محمد عبد السلام المحجوب.. تم تجديد واجهات مسجد سيدي بشر وتطوير الميدان المواجه له من قبل إحدى شركات القطاع الخاص التي يملكها أحد رجال الأعمال الأقباط تعبيراً عن روح التسامح والوحدة الوطنية التي تتميز بها الإسكندرية .
لم يكن الشيخ بشر بن الحسين يعلم أنه حين اتخذ من ذلك المكان النائي عن العمران والذي يتمتع بالهدوء و الصفاء مما يعين علي التعبد و التقرب إلي الله و الإطلاع و التفقه في الدين لم يكن يعلم أن هذا المكان سوف يعج بآلاف البشر بعد ذلك بنحو اقل من ألف عام بل لم يكن يتخيل أن هذا الشاطئ البعيد عن حدود الإسكندرية القديمة سوف يصبح قلب شواطئها بل وأهم شواطئها التي يرتادها المصاطفون من كل مكان وأن ضريحه سيصبح مزارا لكل القادمين إلي للاستمتاع بجوها الساحر خلال فصل الصيف
وأن مسجده سيمتلئ بمئات المصلين الذين يقطنون حوله من كل ناحية بعد أن ظل قرونا عديدة و حيدا في هذا المكان
و لما استقل احمد بن طولون بمصر في القرن الثالث الهجري رأي أن يحصن حدود مصر الشمالية فبني حول مدينة الإسكندرية سورا بدلا من السور القديم الذي هُدم في أيام الفتح رأى ابن طولون أن يحيط السور بالأجزاء العامرة في المدينة فقط و ترك الأجزاء المهجورة خارجة عنه.. و ذلك توفيرا للنفقات و الجهد
و من هذا يتضح أن مسجد و ضريح سيدي بشر كان يقع خارج حدود المدينة الشرقية في ذلك الوقت حيث أن مقابر الشاطبي الرومانية و منطقة كامب شيزار هي المكونة لحدود الإسكندرية الشرقية وأن مقابر المسلمين كانت وقتها في غرب المدينة كما يفهم من اسم باب القرافة
وقد ظل تخطيط في العصر الفاطمي كما هو.
و لما تولي صلاح الدين حكم مصر لم تتغير حدود الإسكندرية فإنه كما تذكر المراجع قد رمم أسوارها و لم يبني عليها
أما في العصر المملوكي فقد احتفظت المدينة أيضا إلى حد كبير بالتخطيط القديم و قد ظل موكب السلطان يخترق المدينة من باب رشيد إلى باب القرافة أو الباب الأخضر و كان يقطعهما طريق آخر يتجه عموديا علي سور البحر و يصل باب البحر بباب سدرة
ويثبت بذلك أن منطقة سيدي بشر ظلت حتى العصر المملوكي خارج مدينة الإسكندرية إلى أن التهمها العمران في العصر الحديث .
وفي عام 2006 شهد شاطئ سيدي بشر تغييرا جذريا، حيث تم تقسيمه إلى جزء بالمجان، وآخر خمسة نجوم بعدما اشتري فندق رينيسانس وفندق هيلتون شاطئين وقاما بوضع سور يعوق رؤية الشاطئ. وبذلك تحول شاطئ سيدي بشر الي شاطئ الصفوة الذين يعوم الي جانبهم عامة الشعب في الشواطئ المجانية التي لا يفصلها عنهم سوي سور خشبي رفيع. ومن المعالم الرئيسية في المنطقة بجوار الشاطئ فهناك شارع خالد بن الوليد الذي يعد أشهر شارع تجاري في مدينة الإسكندرية وبه مئات المحلات التي تعمل طوال اليوم في موسم الصيف. وأغلب هذه المحال تبيع ملابس الصيف وأدوات المصيف، كما ان به مجموعة كبيرة من المطاعم التي تقدم أنواعا متعددة ومتفاوتة التكاليف من الأطعمة لتناسب كافة الأذواق والإمكانيات.