الرئيسية » حكاوي زمان » سياسة محمد علي تجاه المماليك مع حصار دمنهور
محمد علي
محمد علي

سياسة محمد علي تجاه المماليك مع حصار دمنهور

كتب – وسيم عفيفي
تذرع الباشا محمد علي من جهة اخرى بالدهاء والحيلة بازاء المماليك، فاخذ يعمل على فصم عراهم مستخدما التنافس القديم بين زعمائهم.
كان محمد علي يعلم بان الالفي بك مكروه من بقية رؤساء المماليك كالبرديسي وابراهيم باك وعثمان بك حسن وانهم ينقمون منه انفراده بالاتصال بالانجليز وكتمانه عنهم اسرار مفاوضاته واياهم، وقد بادر الالفي الى الرحيل عن الفيوم قاصدا البحيرة وشواطئ الاسكندرية لمقابلة صالح باشا دون ان يكاشف زملاءه بدخيلة نفسه، فاثار فيهم الحفيظة القديمة التي كانت تبدو ما بين آن وآخر وأرسلوا سعاتهم الى محمد بك يعرضون عليه الصلح، فانتهزها فرصة ليضعف شوكة الالفي خصمه اللدود، واطمأن من جانبهم، واستخدم حيال الترك سلاحا آخر هو الرشوة، فانه كان يعلم ما انطوت عليه نفوس حكام تركيا وساستهم من الاذعان للمال والنزول على حكمه، ومما يؤثر عنه في هذا الصدد قوله عنهم: “اني أعرف الترك وأعرف الطريقة التي تنجح معهم فالرشوة هي وسيلة فعالة مع هؤلاء الناس”، فاستخدم هذا السلاح وأخذ يقدم الرشا والهدايا لصالح باشا وبطانته من جهة، ولرجال “المابين” في الاستانة من جهة أخرى، وكان لهذه الرسالة فضل كبير في تمهيد السبيل لمساعيه، فقد بعث بعريضة زعماء الشعب الى الاستانة لتقديمها الى السدة البريطانية على يد رسول من ابنائه وارسل معه 2000 كيس برسم رجال الدولة جمعها له رؤساء الجند لاعداد الاهبة للحرب والقتال، فاحدثت هذه الرشوة أثرها على ضفاف البوسفور.
وبذلك كذلك سفير فرنسا في الاستانة مساعي جمة لتعضيد محمد علي فاجتمعت هذه الاسباب المختلفة وعدلت من خطة الباب العالي، فبعث الديوان الى صالح باشا يطلق يده ويكل اليه التصرف المطلق

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*