الرئيسية » حكاوي زمان » دسائس الإنجليز ضد ولاية محمد علي
محمد علي
محمد علي

دسائس الإنجليز ضد ولاية محمد علي

كتب – وسيم عفيفي
في عصر محمد علي باشا ووفق ما ذكره عبدالرحمن الرافعي ، فقد تردد على مندوب تركيا رسل الإنجليز أثناء مقامه في أبو قير وأيدوا مطالب محمد بك الألفي، وسعوا في إقناعه بإسناد ولاية مصر إليه، وحسنوا له ذلك الأمر، زاعمين أن المماليك هم وحدهم القادرون على حكمها وإعادة الأمن والنظام في ربوعها، وأن بقاء محمد علي في كرسي الولاية يجدد الفتن ويستفز المماليك إلى استنئاف الحرب والقتال ويحفزهم إلى الزحف على القاهرة لاسترداد سطلتهم القديمة، فيضطرب حبل الأمن، ولم يكتف رسل الإنجليز بتأييد صنائعهم المماليك على هذا النحو، بل جاهروا بأن الحكومة الإنجليزية قد تضطر إلى تجريد جيش على مصر لتأييد وجهة نظرها.

أما حجة محمد علي لدى قبطان باشا فهي أنه مؤيد من زعماء الشعب، مرضى عنه منهم، وأنه الكفيل بانتشال البلاد من الفوضى والفتن التي تردت فيها، وأنه بمقاومته المماليك وحمائهم الإنجليز لا يخدم مصر وحدها بل يخدم الباب العالي ويحول دون تحقيق مطامع السياسة الانجليزية في البلاد
وظل قبطان باشا بين الاثنين حتى حُسِمت القضية بتجديد تأييد زعماء الشعب له

ومحمد بك الألفي من أمراء المماليك في مصر. كان من كبار مماليك مراد بك، وعند مجيئ الحملة الفرنسية على مصر، فرّ مع مراد بك إلى صعيد مصر. إتخذ نابليون بونابرت من قصر الألفي مقرًا لإقامته. وبعد أن تحالف مراد بك مع الفرنسيين، والتي بموجبه أصبح مراد بك حاكمًا للصعيد، اعتزله الألفي واستمر في قتاله للفرنسيين، وعند قدوم الإنجليز لمصر لإخراج الفرنسيين منها، تحالف معهم، إلا أنهم بعد خروجهم من مصر عام 1802، وفق معاهدة إميان، أصبح في مواجهة مباشرة مع الأتراك، فلجأ إلى الصعيد.
إلا أنه استمر في مراسلة الإنجليز ليعودوا إلى مصر، ويساعدوه في انتزاع عرشها الذي اعتلاه محمد علي باشا، واستطاع هزيمة جيشين وجّههما محمد علي لقتاله في بني سويف والرحمانية، إلا أنه توفي في 28 يناير 1807، أثناء عودته إلى الصعيد بعد إخفاقه في حصار دمنهور، وقبل أشهر من وصول حلفاؤه الإنجليز في حملتهم على مصر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*