كتب – وسيم عفيفي
موريس جار هو من أعظم الموسيقيين الذين أثبتوا جدارة وكفاءة كبيرة في مجال الموسيقى التصويرية للأفلام الكلاسيكية العالمية والعربية التي وصلت للعالمية .
وعبقريته تكمن في قوة إحساسه الراقي المُرهف في تعبيره عن تاريخ العرب والإسلام
ولعل ذلك اتضح جلياً في العملين العالميين اللذين أخرجهما المخرج مصطفى العقاد وهما فيلم الرسالة وفيلم عمر المختار .
إنه الموسيقار الفرنسي الكبير موريس جار
ولد في 13 سبتمبر 1924 بمدينة ليون الفرنسية لأسرة يهودية .
وهو والد الموسيقار جون ميشال جار المعروف بأدائه للموسيقى الإلكترونية.
وضع موريس جار الذي منح جوائز اوسكار لموسيقى افلام “لورانس العرب” عام 1962 و”دكتور جيفاغو” عام 1965 و”الطريق الى الهند” عام 1984
موسيقى اكثر من 150 فيلما لمخرجين كبار بينهم جون فرانكنهايمر والفرد هيتشكوك وجون هيوستن ولوتشينو فيسكونتي.
وكان موريس جار وضع موسيقى فيلم للمرة الاولى في 1952 بطلب من المخرج جورج فرانجو للفيلم القصير “اوتيل ديزانفاليد”.
وانتقل موريس جار الى الولايات المتحدة أواسط الستينات ثم استقر في سويسرا قبل ان يتوجه مجددا الى لوس انجلوس .
وقد وضع موسيقى أفلام “الرئيس ” و”يسوع الناصري ” و”الشاهد ” و”دائرة الشعراء المفقودين ” .
قال موريس جار لصحيفة “لوجورنال دو ديمانش” منذ سنوات ان “الملحن في اي فيلم حول الحلقة الأخيرة من سلسلة ثقيلة.
وفي اغلب الأحيان يجد نفسه في مواجهة المنتج الذي يبذل كل جهده لعرض فيلمه “.
وأضاف “للورنس العرب امهلت ستة اسابيع لأضع ساعتين من الموسيقى “.
ويروي موريس جار كيف ولد حبه للموسيقى عندما كان طفلا بالاستماع الى تسجيل للرابسودية المجرية الثانية لليست بقيادة ليوبولد ستوكوفسكي .
وبعد دراسات في الموسيقى عمل عازف ايقاع وشكل ثنائيا في 1946 مع الملحن بيار بوليه لفرقة رينو بارو للمسرح.
وبعد خمس سنوات طلب منه جان فيلار وضع الحان مسرحية “امير هومبورغ” التي قدمها النجمان الفرنسيان جيرار فيليب وجان مورو في مهرجان افينيون
تميزت موسيقى موريس جار بمزج التصوف مع الموسيقى وبدا هذا واضحاً في موسيقى فيلم الرسالة ، وتولد هذا وفق ما ذكره علي حمود الحسن ، بعد زيارته لإيران وتأمله للأبعاد الصوفية في التراث الفارسي والاسلامي على حد سواء، حيث تتلمذ على يدي الصوفي الايراني نور علي الهي، الذي قال عنه موريس جار أنه أكبر موسيقار عرفته في حياتي.
أعلن موريس جار إسلامه على مذهب الشيعة الامامية، ثم انتقل إلى الصوفية في تركيا ووظف ما أخذه عن الصوفية .
وقد توفي موريس جار في 29 مارس 2009 في لوس أنجلوس عن عمر يناهز 84 عاما بعد صراع مع مرض السرطان تاركا ورائه إرثا فنيا عالميا.
كان فنانا عظيما وان صح اسلامه فادعو الله له بالرحمة والمغفرة