الرئيسية » رموز وشخصيات » “الفريق صادق” طرد الخبراء السوفييت و أطاح “السادات” به
السادات و الفريق صادق
السادات و الفريق صادق

“الفريق صادق” طرد الخبراء السوفييت و أطاح “السادات” به

كتب : وسيم عفيفي
لم يعرف الناس شخصية الفريق صادق ” وزير الدفاع ” إلا في خلال مشهد جمع بين الفنان أحمد زكي وبين أحد الممثلين في فيلم أيام السادات ، ودار بينهما هذا الحوار
أحمد زكي : رسالتي وصلت لحضراتكم الصيف اللي فات بخصوص الاستعداد للمعركة
قائد : رسالة إيه يا أفندم ، كانت فيها إيه الرسالة دي
ممثل دور الفريق صادق : في الواقع يا أفندم انا مبلغتش المجلس كله
بلغت عدد محدود من القيادات
أحمد زكي : ليه
ممثل دور الفريق صادق : حرصا على السرية يا أفندم
أحمد زكي : سرية على مين ، على الناس اللي هتحارب
أنا طلبت منك إنك تبلغهم جيت بعد يومين قلتلي إنهم هيكونوا جاهزين أول نوفمبر زى ما أنا طلبت ، ما علينا ، هنكون جاهزين يا إخوانا في الموعد دا ”
ليأتي المشهد الذي يليه وفيه إعلان قبول استقالة الفريق صادق .
ولم يأتي أحد بعد ذلك بسيرة الفريق صادق أو التكلم عنه .

برغم مناصبه الكبيرة إلا أنه لا زال مغمور لأغلب الناس ، فقد كان مدير المخابرات الحربية من 11 يونيو 1966 حتى 9 سبتمبر 1969 ، كما كان وزيرا للدفاع والحربية والقائد العام للقوات المسلحة المصرية من 15 مايو 1971 حتى 15 أكتوبر 1972
اسمه محمد أحمد صادق ، ولد بقرية القطاوية مركز أبو حماد محافظة الشرقية في 14 أكتوبر عام 1917 ، عقب انتهائه من دراسته الثانوية قرر الالتحاق بالكلية الحربية ليتخرج منها عام 1939

كانت أسرته ميسورة الحال حيث كان والده أحمد باشا صادق قائد قوات بوليس السرايات الملكية خلال الفترة من  1923 حتى 1948

وقد عاون الفريق صادق عدة فصائل من الضباط الأحرار قبل الثورة.
وعندما قامت الثورة كان الفريق صادق فى الحرس الملكي، المرافق للملك فاروق فى قصر رأس التين بالإسكندرية، وكان ممن دافع عن الملك ووقع اشتباك مع القوات التي كانت تحاول محاصرة القصر واقتحامه نتج عنه إصابات بسيطة
وتولى بعد ذلك قيادة ثلاثة كتائب مشاة قبل أن يتولى قيادة لواء مشاة ميكانيكي.
كما خدم في الفرقة الثانية بسيناء في العدوان الثلاثي وعمل كبير لمعلمي الكلية الحربية أوائل الستينات، ثم درس بأكاديمية فرو نزه العسكرية الشهيرة بالإتحاد السوفيتي بعد إتمام دراسته بكلية القادة والأركان وأسند إليه منصب الملحق الحربي ثم رئيس مكتب المخابرات بألمانيا الغربية في الفترة من عام 1962 حتى 1964.
وكان سببا في كشف الستار عن صفقة الأسلحة الألمانية لإسرائيل في منتصف الستينيات
فكان تحت عين المشير عبد الحكيم عامر ثم كافأه بانتسابه مديرا للمخابرات العسكرية بعد نجاحه في اكتشاف اختراق الإخوان المسلمين المحدود لها ضمن مؤامرة عام 1965

ولم تمض فترة حتى صدر قراراً بتعينه مديراً للمخابرات الحربية فى 11 يونيو عام 1966.
وفي 9 سبتمبر عام 1969 تم تعين محمد أحمد صادق رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية بعد عزل المشير أحمد إسماعيل علي بسبب حادثة الزعفرانة حيث كان يومها جمال عبد الناصر مصحوبا بالفريق أول محمد فوزي وزير الحربية واللواء أحمد إسماعيل علي رئيس أركان الحرب يحضرون مناورة حية لفرقة مدرعة حين وصلت أخبار نزول إسرائيلي برمائي على شاطئ خليج السويس في منطقة الزعفرانة، أعلنت إسرائيل بفرقعة إعلامية مدوية أن قواتها الآن على أرض إفريقيا، وأنها لم تواجه البتّة أية مقاومة مصرية.

أمر عبد الناصر علي الفور أحمد إسماعيل بالتوجه لموقع الحدث وإدارة المواجهة من هناك على الطبيعة، لكن أحمد إسماعيل فضّل العودة للقاهرة مخالفا أوامر قائده ومقنعا نفسه بأن أداء أفضل ينتظره من غرفة العمليات عنه من الزعفرانة، فاستشاط عبد الناصر غضبا منه فأمر بعزله في التو واللحظة ومعه قائد البحرية اللواء فؤاد ذكري، والذي فشل في تحريك قطعة بحرية واحدة تعترض الإنزال .
بعد ذلك تم تعيينه وزيرا للحربية، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، ووزيراً للإنتاج الحربي في 15 مايو 1971 خلفا للفريق أول محمد فوزي ولم يكمل صادق مدة في منصبه حتى عُزل في 15 أكتوبر 1972 .

يتبادر إلى الناس شيء هام في سيرة الفريق صادق وهو سبب الإطاحة به من منصبه برغم قوة علاقته بالسادات حيث أن علاقة الفريق صادق بالسادات قديمة وتعود إلى منتصف الأربعينيات، حيث كان صادق يعمل ضابطا فى الحرس الملكي والسادات فى الحرس الحديدي الذى يشرف عليه طبيب الملك يوسف رشاد ، ولكن ما هو سبب الإطاحة به ؟
الحقيقة التاريخية المروية عن ابنه أن عندما توفى عبد الناصر كانت العلاقة بين الفريق محمد فوزي والفريق صادق جيده جدا، لكن ما حدث كان خلافا سياسيا فقد رفض الفريق صادق المشاركة فى الانقلاب الذي كان يعد له الفريق أول محمد فوزي، وزير الحربية، وشعراوي جمعة وزير الداخلية، وعلى صبري رئيس الاتحاد القومي، لأن الفريق صادق كان يرى أن الأوضاع صعبة ومصر تحاول استعادة أرضها فى سيناء وتعد للحرب لا تحتمل انقلابا وصراعا على السلطة يدخل الجيش فى عمل غير القضية التي يستعد لها والتي تنتظرها مصر كلها رغم أن العلاقة بين السادات وصادق عادية جدا رغم متانتها فى السابق بل أصبحت علاقة عمل رئيس الجمهورية ورئيس الأركان ولم تعد هناك اتصالات.

الفريق محمد فوزي حاول استمالة الفريق صادق للإطاحة بالسادات لكن صادق انحاز إلى الشرعية والمصلحة العليا لمصر، وليس للسادات والذي أكد فى خطاب رسمي أن الفريق صادق تحرك وأحبط الانقلاب من وحي ضميره وإحساسه بالمسئولية وليس أمرا أو توجيها من أحد.
كان الموقف واضح بالنسبة للفريق صادق أن مصر لن تحتمل انقلابا فى ظل وجود عسكري وقواعد سوفيتية والوضع خطير لذا كان قرار الفريق صادق بدون توجيه من أحد.
وفي يوم 14 مايو اتصل الأستاذ هيكل بالوالد طالبا منه الحضور لحلف اليمين الذى أداها الساعة الثانية فجرا أي بعد عشر ساعات من قرار التعيين بعد إحباط الانقلاب.

ولكن برغم هذا كله قرر السادات عزل الفريق صادق لأكثر من سبب
المشهور منها هي آراءه بعدم إمكانية قيام مصر بحرب هجومية على إسرائيل فى ظل إمكانياتها المحدودة من الأسلحة والذخيرة، لكن الفريق سعد الشاذلي يرى غير ذلك فقد كانت الإطاحة بالفريق صادق بسبب محاولة محدودة للانقلاب على السادات قادها نقيب جيش شاب.
فقد خرجت عدد من الدبابات من معسكرها ودخلت إلى القاهرة ورفضت أوامر الشرطة العسكرية وتوجهت إلى مسجد الحسين .
وقد تمكنت الشرطة العسكرية من القبض على المجموعة واتضح أن قائدها نقيب يدعى على حسنى عيد وكان يتمتم ببعض الآيات القرآنية ويحض زملائه على تغيير نظام الحكم وقد أودع مستشفى الأمراض النفسية. ويعتقد الشاذلي ان تلك الحادثة كانت السبب الرئيسي فى إقالة اللواء خاصة أن السادات قال للشاذلي أنه لا يصدق اللواء “صادق” بأن النقيب على عيد شخص غير متزن ومريض عقليا .

كتب الفريق صادق مذكراته والتي لم تنشر بعد وعاش بعد إقالته بعيدا عن الأضواء والظل إلى أن يموت في 15 مارس 1991

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*