الرئيسية » رموز وشخصيات » “الريس حميدو” أمير الجيوش البحرية الإسلامية الذي لا نعرف عنه شيئا
الريس حميدو
الريس حميدو

“الريس حميدو” أمير الجيوش البحرية الإسلامية الذي لا نعرف عنه شيئا

كتب : وسيم عفيفي
عندما نسمع أو نرى اسم “إبن حميدو” على الفور ترجع ذاكرتنا للوراء 56 عام، وتحديدا إلى عام 1957 ، حيث الفيلم الكوميدي الشهير ” ابن حميدو ” لنجم الكوميديا ” إسماعيل ياسين “، إلا أن صاحب الاسم من وجهة النظر التاريخية ، صاحب أروع الانجازات المشرفة في التاريخ الإسلامي كله وتحديدا في العصر العثماني .
فهو ولا خشية من المبالغة ، أمير الجيوش البحرية الإسلامية بالفعل، اسمه محمد بن علي الملقب بـ “حميدو”، ولد في حي القصبة بالجزائر سنة 1770، وقيل 1773م ، لأب كان يعمل خياطا بسيطا وعائلة جزائرية تعود جذورها إلى مدينة يسر.
كان معجبا بالقصص و الحكايات التي يسمعها عن رُياس البحر في ذلك الوقت وتمنى أن يكون مثلهم ، لكن كان هذا أشبه ما يكون بحلم مستحيل كون أنه جزائري وليس تركي ، والأتراك في هذه الفترة هم من كان المُخوّل لهم هذا المنصب .
عشق البحر وتوجه إليه منذ صغره فكان يتردد على السفن و يشارك البحارة في رحلاتهم مثل الريّس شلبي الذي أعجب بشجاعته و بحنكته الفريدة .

تولى “حميدو” منصب ريّس البحر في سن الخامسة و العشرين وترقى من بحّار إلى ضابط ، ثم إلى أمير للبحر وأصبح يقود أسطولا في مياه مرسى وهران .
وبالتوازي مع ذلك كانت أعمال الثورة الفرنسية قد بدأت بالفعل وتولى نابلين سُدة العسكرية الفرنسية ثم حدثت خلافات أوروبية شرسة ، وكان الريّس حميدو يرقب هذا بعين الاستغلال السياسي المشرف النبيل ، حيث كان يرمح إلى تقوية الأسطول الجزائري.
وفي إحدى المعارك البحرية نجح بن حميد في الاستيلاء على واحدة من أعظم السفن البرتغالية وهي السفينة ” البورتقيزية ” والتي كانت مزودة بـ 44 مدفعا وعلى متنها 282 بحارا، ثم السفينة الأميركية هي ” أمريكانا ” ، وأصبح أسطوله الخاص ثلاث سفن بإضافة سفينته ، ومن أربعة وأربعين مدفعا وفرض سيادته على البحر لأكثر من ربع قرن.

وبعد أن نالت أمريكا استقلالها عن بريطانيا بدأت السفن الأميركية ترفع أعلامها لأول مرة اعتبارا من سنة 1783م، وأخذت تجوب البحار والمحيطات.
فتعرض البحارة الجزائريون لسفن الولايات المتحدة واستولوا في يوليو 1785م على إحدى سفنها في مياه قادش، ثم استولوا على 11 سفينة أخرى تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، و لم تكن أمريكا تمتلك القوة وقتها، وظلت عاجزة عن رد سفنها بالقوة العسكرية ، فقامت بتوقيع معاهدة الصلح مع الجزائر في 5 سبتمبر 1795م ، وتدفع بموجبها واشنطن مبلغ 62 ألف دولار ذهبا للجزائر لقاء حرية المرور والحماية لسفنها في البحر المتوسط ، وتضمنت هذه المعاهدة 22 مادة مكتوبة باللغة التركية .
وعند مجيء الرئيس جيفرسون إلى الحكم رفض دفع الضريبة المقررة ، لذا فقد قامت البحرية الجزائرية بالرد والاستيلاء على السفن الأميركية العابرة للبحر المتوسط ، فأرسلت الولايات المتحدة قطعة بحرية إلى البحر المتوسط لأجل الانتقام للهجمات التي تعرضت لها سفنها في سنة 1812، وكانت هذه القطعة بقيادة كومودور دوكاتور، وكان من المهام المكلف بها هذا القائد إجبار الجزائريين على تقديم اعتذار للولايات المتحدة واسترجاع الأسرى الأميركيين وإنهاء دفع الضريبة المفروضة على السفن الأميركية في البحر المتوسط والسماح لها بحقوق الزيارة .
نشبت معركة كبرى بين قطع الأسطول الأميركي تسانده بعض قطع الأسطول البرتغالي على قول بعض المصادر ضد الأسطول الإسلامي . وبالرغم من تفوق السفن الجزائرية، فإن قذيفة مدفع قوية أصابت الريّس حميدو، ما أدى إلى مصرعه ومات الريّس حميدو في يوم 16 يونيو 1815 .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*