كتب – وسيم عفيفي
من أحد رموز الأسرة العلوية وأول الذين فُجع فيهم محمد علي كانت حياته كلها نصراً لأبيه وكانت وفاته قاصمة لظهر أبيه غير أن اسمه ظل مقترناً بفاكهة اليوسفي ، هو طوسون باشا الابن الأكبر لوالي مصر محمد علي باشا.
ولد طوسون سنة 1794 ميلادية وهو معروف بـ” طوسون باشا” وكان كأبيه ، حازماً ومحباً للأعمال العظيمة وفي سن العشرين من عمره كان قد تأهل إلى ساحة الجندية والتي أبلى فيها بلاءاً حسناً برغم صغر سنه.
قاد أول حملاته ضد الوهابيين فاتخذ البحر سنة 1811 من السويس ونزل في ينبع وامتلكها ، وزحف بجنوده على السعوديين ، وكانوا في قوة لا بأس بها إلا أنه تم رده إلى فجاءه مدد أبيه وبمجيء مدد أبيه دخل إلى المدينة وأطلق النار عليهم ثم توجه إلى الأراضي الحجازية وعند عقر دار الوهابيين ودمرهم تدميراً حتى وهنت قوتهم وضعف عزمهم حتى سلَّمت نفسها .
و أرسل مفاتيحها إلى والده ، ومن والده ذهبت إلى الآستانة ، وانتشر خبر فتح المدينة ، في الحجاز وترك الوهابين مكة ، خوفاً من أهلها ، فأتاها طوسون باشا ، ودخلها ، وكتب لوالده بذلك ، ففرح كثيراً بسبب إتمام الفتح على يد ولده من الفتح .وفي عام 1813م زحف السعوديون على طوسون باشا وجنده فلما عرف محمد علي ذلك ، سار بنفسه لنجدة ولده ، فنزل جدة ، وأقام مدة قصيرة في مكة وأدى فيها فريضة الحج ثم رجع إلى مصر وظل طوسون يقاتل فلول الوهابيين وبعض من آل سعود.
وعقب حدوث بعض الأوضاع بمصر قرر الرحيل لها وأتى بموكب عظيم إلى القاهرة ، فاحتفل به المصريين احتفالاً كبيراً ثم توجه إلى الإسكندرية ، حيث كان أبوه في انتظاره
ولم يقم طوسون باشا بالإسكندرية مدة كبيرة حيث توفي في سن الشباب 30 سبتمبر 1816 ، فأتى بجثته إلى القاهرة ، ودفن فيها.
حزن محمد علي حزناً كبيراً وتأثر تأثراً كبيرا، و لم يخرج من حالته إلا بعض فترة، وفي فترة ثلاثينات القرن التاسع عشر اهتم محمد بالزراعة اهتماماً كبيراً لدرجة أنه أرسل إلى مصر مجموعة من أشجار العنب والتوت والليمون والتين المستحضرة من تركيا، وخصص 100 فدان بجوار حديقة شبرا لزراعة المزروعات الأوروبية والآسيوية، كما قرر أن يتعلم الفلاحين المصرين كل النُظم الخاصة بزراعة هذه الفواكه وكان الذين يعلمون المصرين أغلبهم من الذين أرسلهم محمد علي للخارج في بعثاته التعليمية، وكان أبرزهم ثلاثة وأشهر الثلاثة هو يوسف أفندي والذي كان قد أتى ببعض أشجار فاكهة جديدة اشترى منها مقداراً كبيراً من سفينة بالقرب من مالطة وقادمة من الصين واليابان.
وعندما عاد الطلبة إلي مصر استقبلهم محمد علي بالإسكندرية وكان يوسف أفندي يحمل طبقاً من الفاكهة الجديدة وعرضها علي محمد علي باشا الذي أعجبه طعمها و سأل الطالب ماذا سيكون اسمها في مصر فأجاب: نسميها طوسون باشا، تأثر محمد علي من هذه المجاملة إلى أن قال حسناً سنسميها “يوسف أفندي”، ومنذ ذلك الحين أصبح الاسم الشائع لهذه الفاكهة هو يوسف أفندي، إلى أن صارت بعد ذلك “يوستفندي” أو يوسفي، وأمر محمد على أن تخصص أراضي نبروه بالدقهلية ليوسف أفندي يشرف عليها بنفسه.