كتب – وسيم عفيفي
في 6 سبتمبر سنة 2008 الموافق 6 من شهر رمضان من عام 1429 هجرية كانت مصر مع خبر فقدان محمد عبدالحليم أبو غزالة ، أحد أبناء القوات المسلحة الذين عاشوا في صمت ورحلوا في غموض بعد قصة صعود انتهت بالأفول ونزل الخبر على المصريين كالصاعقة لأن أغلب المصريين كان يعتقد أن المشير ابو غزالة قد مات منذ زمن نظراً لحالة التعتيم التي فُرضت عليه منذ إقصائه عن منصبه كوزير للدفاع بدون مقدمات ودارت التكهنات في الشارع المصري لتبقى الحقيقة الوحيدة هي أن أبو غزالة بطل من الأبطال الأفذاذ .
اسمه محمد عبد الحليم أبو غزالة من مواليد عام 1930 من مواليد قرية زهور الأمراء , مركز الدلنجات محافظة البحيرة لعائلة ترجع في أصولها إلى قبائل أولاد علي وبعد دراسته الثانوية التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها سنة 1949.
ثم حصل على إجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين بالاتحاد السوفيتي سنة 1961. وهو أيضا خريج أكاديمية الحرب بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بالقاهرة وحصل على درجة بكالوريوس التجارة وماجستير إدارة الأعمال من جامعة القاهرة.
تدرج في المواقع القيادية العسكرية ، وعين وزيراً للدفاع والإنتاج الحربي وقائداً عاماً للقوات المسلحة سنة 1981، ورقي إلى رتبة مشير سنة 1982 ، ثم أصبح نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع والإنتاج الحربي وقائدًا عاماً للقوات المسلحة منذ 1982 وحتى 1989 عام إقالته
لا أحد يعلم السبب الرئيسي وراء إقالة أبو غزالة ، وكان الجميع يختلق حكايات تاريخية عديدة تقبل للنقاش لكن لا تُجزم بالصحة وكل بكلمته حتى مبارك نفسه بعد خلعه تكلم أن سبب إقالته هو تفاهمه مع الأمريكان حول بناء قواعد عسكرية وكانت أمريكا تنتهج أسلوباً خاصاً في هذا الأمر ، لكن هذا السبب يمكن الرد عليه بأن الشعبية الجارفة لأبو غزالة داخل صفوف القوات المسلحة تدحض أي افتراء يقوله مبارك ، فما كان رجال الجيش يحبون خائناً ، وأبو غزالة مشهود له من الجميع جيشاً وشعباً بأنه وطني من الطراز الفريد .
إلا أن الحقيقة الجليّة تكمن في أن حادثة الأمن المركزي سنة 1986 هي السبب في إقالته بعد حدوثها بثلاث سنوات وإقالة وزير الداخلية أحمد رشدي فقد تظاهر أكثر من 20 ألف جندي أمن مركزي في معسكر الجيزة بعد شائعات عن وجود قرار بمد سنوات الخدمة من ثلاث إلي خمس سنوات وخرج الجنود للشوارع وقاموا بإحراق بعض المحال التجارية والفنادق في شارع الهرم وهو ما تسبب في خسائر قدرت بعشرات الملايين من الجنيهات. استمرت حالة الانفلات الأمني لمدة اسبوع أعلن فيها حظر التجوال وانتشرت قوات الجيش في شوارع القاهرة وأعتقل العديد من قوات الأمن المركزي وقامت طائرات الهليكوبتر بضرب معسكراتهم بالصواريخ وحلقت الطائرات فوق رؤوس الجنود تنتظر الأمر بالضرب في المليان إذا حاول الجنود التوجه إلي مصر الجديدة وبعد انتهاء هذه الأحداث واستتباب الأمن تم رفع حظر التجوال وأعلن عن إقالة اللواء أحمد رشدي وزير الداخلية آنذاك وعزل العديد من القيادات الأمنية واتخذت العديد من القرارات لتحسين أحوال الجنود والحد من اعدادهم ونقل معسكراتهم خارج الكتلة السكنية كما اتخذت قرارات بتحديد نوعية الجنود الذين يلتحقون بالأمن المركزي مستقبلا .
وبعد هذه الحادثة بثلاث سنوات تمت إقالة أبو غزالة على خلفية علاقته بـ “لوسي آرتين” ، وترددت شائعات كثيرة بسبب هذه الإقالة إلا أن كلها كانت خاطئة ، ولا يبقى في هذا المجال إلا ما كشفت عنه تقارير صحفية صدرت عام 1987 أغضبت الدول الغربية عن برنامج لتطوير صواريخ بعيدة المدى بين الأرجنتين والعراق ومصر باسم كوندور-2 وتردد الأقاويل ويعمل الخيال في ذكر أسباب إقالة أبو غزالة إلا أن الحقيقة هي أن أبو غزالة قد مات والسر