كتب – وسيم عفيفي
زخر تاريخ الأندلس بعديد من القصص التاريخية والشخصيات العملاقة العظيمة وعلي رآسها عبدالرحمن الداخل والتي لا زالت تُقترن في أذهاننا حتى الآن رغم مرور الأزمان واختلاف المكان .
ومن ضمن هذه الشخصيات العظيمة هي شخصية عبد الرحمن بن معاوية والمعروف بـ”عبد الرحمن الداخل” وكذلك الملقب بـ ” صقر قريش” والذي لا زال ذلك اللقب لصيقاً به و الذي يبدو من شكله أنه يحمل مغزى كبير، إلا أن الغرابة في تحديد من الذي منح عبد الرحمن الداخل هذا اللقب ولماذا.
كان الذي منح عبد الرحمن الداخل هذا اللقب هو ألد أعدائه وخصومه السياسيين وهو الخليفة العباسي الثاني “أبو جعفر المنصور”، ففي ذات يوم كان أبو جعفر المنصور جالسًا مع أصحابه فسألهم: أتدرون من هو صقر قريش؟، فقالوا له : هو أنت ، فقال لهم: لا.
فذكروا له أسماء حتى ذكروا له معاوية وعبد الملك بن مروان من بني أمية، فقال : لا، ثم أجابهم قائلا: ” بل هو عبد الرحمن بن معاوية
وسرد لهم الأسباب قائلاً :” دخل الأندلس منفردًا بنفسه، مؤيداً برأيه، مستصحباً لعزمه، يعبر القفر ويركب البحر حتى دخل بلداً أعجمياً فمصّر الأمصار وجنّد الأجناد وأقام ملكا بعد انقطاعه بحسن تدبيره وشدة عزمه”.
هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان ولد في 5 رمضان سنة 113هجرية في بلاد الشام عند قرية تعرف بدير حنا. نشأ عبد الرحمن في بيت الخلافة الأموي بدمشق حيث كفله وإخوته جده هشام عقب أن مات والده وهو في سن الخمس سنوات وكان جده يؤثره على بقية إخوته ويخصه بالعطايا في كل شهر حتى وفاته. وعقب سقوط الدولة الأموية ظل عبد الرحمن الداخل يتنقل من بلد لبلد وذلك عقب أن استغل عبد الرحمن بن حبيب الفهري والي إفريقية سقوط الدولة الأموية ليستقل بحكم إفريقية وتتبعه لبقايا الأمويين لقتلهم من اجل أن لا يحاولوا استرداد أملاكهم .
و قرر عبدالرحمن أن يبدأ في التجهيز لدخول الأندلس بعد أن كون جيشا قويا والتف حوله مؤيدوه فأرسل أحد رجاله ويُدعى بدر إلى الأندلس لدراسة الموقف، ومعرفة القوى المؤثرة في الحكم فيها والوضع في الداخل الأندلسي ، كما راسل كل مؤيدي الدولة الأموية في الأندلس. ثم اتصل وتواصل مع البربر وأعطى لهم معلومات عن خطته فوافقوا عليه وعلى دخوله الأندلس وذلك لحبهم للدولة الأموية ولغضبهم من يوسف بن عبد الرحمن الفهري ، وذلك لأنه فرّق بين العرب في شمال إفريقية وعامل البربر أسوأ معاملة كما راسل كل الأمويين في كل الأماكن وأخبرهم بأنه ينتوي دخول الأندلس وإقامة الدولة الأموية بها فالتحق به كافة الأمويين من الشام وغيرها من البلاد .
وفي شهر ربيع الثاني سنة 138هـ استطاع عبدالرحمن الداخل العبور بجيشه مضيق جبل طارق إلى داخل الأندلس بهيبة وانضم إليه أنصاره وأخضع كافة البلاد في طريقه وزحف إلى أشبيلية واستولى عليها وبايعه أهلها، ثم نجح في دخول قرطبة العاصمة، بعد أن استطاع هزيمة جيش يوسف بن عبد الرحمن الفهري في موقعة المصارة في 10 من ذي الحجة سنة 138هـ ليسيطر على كافة أرجاء الأندلس. قامت في عصر عبد الرحمن الداخل أكثر من 6 ثورات ضده وضد حكمه لأن أمراء الإمارات والطوائف الأندلسية ذات الجذور القوطية أرادوا زعزته عن الحكم إلا أنه واجه كل هذه الثورات بالحسم وعاقب معاوني القائمين على هذه الثورات من العرب .
ثم علا شأن عبدالرحمن الداخلي عندما أوقف شارلمان وجيشه عن ما كان يصبو إليه وهو احتلال الأندلس فبعد ثورة سليمان الأعرابي حاكم برشلونة بمشاركة الحسين بن يحيى الأنصاري زعيم سرقسطة على عبد الرحمن الداخل وأرسل عبدالرحمن الداخل لهم جيشًا بقيادة ثعلبة بن عبيد الجذامي فهزموا جيش عبدالرحمن الداخل وأسروا ثعلبة وأرسلوا إلى شارلمان ووجهوا له دعوة التحالف معهم فحاصر شارلمان المدينة لكنه لم يقدر على فتحها فرجع إلى بلده وأخذ الأعرابي معه أسيرًا لأنه ورّطه في ذلك الأمر، فقرر عبد الرحمن الداخل السير بجيشه إلى سرقسطة عام 165 هـ فحاصرها وشدد عليها الحصار، فضاق أهلها من الحصار ففاوض الحسين بن يحيى وهو يومئذ قائدهم، عبد الرحمن الداخل فك الحصار وأن يأخذ ابنه سعيد رهنًا ، فوافق عبد الرحمن الداخل ، إلا أن سعيد هرب بعد يوم واحد فقط.
فعاد الحسين إلى الثورة، فحاصره جيش الداخل مجددًا، إلى أن ملّ أهل سرقسطة الحصار، وسلموا الحسين إلى الداخل فقتله، ورجع إلى قرطبة . لم تتوقف شهرة عبد الرحمن الداخل في أنه أسس الدولة الأموية بالأندلس بل لأن انجازاته نفسها تتحدث عنه، فقد أنشأ في أواخر عهده عددًا من قواعد بناء السفن في طرطوشة وقرطاجنة، كما بني عبد الرحمن قصر الرصافة في أول حكمه كما أقام سور قرطبة الكبير، الذي حصّن به قرطبة، واستمر العمل به لأعوام.
وأسس المسجد الجامع في قرطبة، وأنفق على بناءه 100 ألف دينار وأمر ببنائه على طراز المسجد الأموي بدمشق وقد بلغت مساجد قرطبة في عهده 490 مسجدًا، كما أنشأ دارا لسك العملة، تضرب فيها النقود بحسب ما كانت تضرب في دمشق في عهد بني أمية.
ولأن حكمة الله آية ولكل شيء نهاية فقد توفي عبدالرحمن الداخل في 24 ربيع الآخر عام 172 هـ الموافق 30 سبتمبر 788 ميلادية وترك من الولد أحد عشر ولدًا منهم سليمان وهو أكبر أولاده وهشام والمنذر ويحيى وسعيد وعبد الله وكليب،ومن البنات تسعة، وقد دفن في قصر قرطبة بعد أن صلى عليه ولده عبد الله، وخلفه من بعده ولده هشام الملقب بهشام الرضا بناءاً على أنه ولي العهد، واستمرت سيرة عبد الرحمن الداخل تصدح في سماء التاريخ لدرجة أن مؤرخي أوروبا سموه عبدالرحمن الأول و عبد الرحمن المؤسس.
جرذ قريش مالهم اي دور دوله شبحيه هرب بدون سروال بعدما حرقو سوريا بالفتن والحروب اهل الدمار والحروب راح للمغرب عند اهل امه المغربيه ودخلوه المغاربه للامدلس لاتمدحوهم كذب بالتاريخ يا اكبر مزورين للتاريخ قال ايه سبح من البحر المحيط ولاحوت ولاسمك قرش وهو كان مأكل نايم بالمغرب