الرئيسية » رموز وشخصيات » “بن الشجري” صاحب الأمالي الذي ترك بصمته في النحو

“بن الشجري” صاحب الأمالي الذي ترك بصمته في النحو

كتب – وسيم عفيفي
بن الشجري هو أحد أهم رجال اللغة
أبو السعادات هبة الله بن علي العلَوي الحَسَني
يصل نسبه إلى الإمام الحسن بن عليّ عليه السّلام ولذلك عُرف بالعلَوي الحَسَني.
واختلف في اشتهاره بابن الشجري، فيرى ياقوت أنه نُسب إلى بيت الشجري مِن قِبل أمّه ويقول ابن خَلّكان: « لا أدري إلى من ينتسب، هل نسبته إلى القرية، أم إلى أحد أجداده وكان اسمه شجرة! ».
قرأ الأدب والنحو على ابن طباطبا والخطيب التبريزي وسعيد بن علي السلالي وابن فضال المُجاشعي، وسمع الحديث من جماعة من الشيوخ كأبي الحسن المبارك بن عبدالجبار الصيرفي ومحمد بن سعيد بن نبهان الكاتب، وروى عن الدوريستي وابن قُدامة وغيرهما. ولم يتوقف عن طلب العلم، فقد سمع في الشيخوخة من أبي الحسين بن الطيوري وغيره.. وذلك رغم تجاربه الكثيرة في فنون الأدب وكونه أنحى علماء العربية في بغداد.
وفق تقارير المرجع الإلكتروني ، صار لمدة نقيب الطالبيين في الكرخ ببغداد نيابة عن الطاهر أبي عبدالله أحمد بن أبي الحسن العلوي. وقيل إنه أقرأ النحو والأدب 70 سنة، وأخذ عنه في هذه المدة الطويلة كثير من مشاهير النحو واللغة كتاج الدين وأبي البركات ابن الأنباري، وابن الخشّاب.
وروى عنه الشيخ برهان الدين الحمداني القزويني والقطب الراوندي وأمثالهما أيضاً.
أثنى الجميع على منزلته العالية، فوصفه منتجب الدين بالفاضل والصالح. وأوصل ابن الأنباري سلسلة مشايخه في النحو إلى الإمام علي عليه السّلام، كما بالغ ياقوت في مدحه، وقال: « كان أوحد زمانه وفرد أوانه في علم العربية ومعرفة اللغة وأشعار العرب وأيامها وأحوالها متضلّعاً من الأدب كامل الفضل ». واعتمد ابن هشام على أرائه في مواضع عديدة، وأشار ابن خلّكان إلى تبحّره في الاستشهاد بشعر العرب.
وقد بلغ ابن الشجري درجة من المنزلة والشهرة دعت عالماً كالزمخشري أن يمضي إلى زيارته لمّا قدم بغداد قاصداً الحج، وتحدث معه في الحديث والشعر والأدب بحضور جماعة منهم ابن الأنباري.
وكان ابن الشجري ينظم الشعر أيضاً، ولكن لم يَبقَ من شعره سوى مقطوعتين قصيرتين في 5 أبيات وكذلك 16 بيتاً من قصيدة في مدح الوزير نظام الدين أبي النصر المظفّر. ويبدو أن شعره لم يَنَل إعجاب أهل الأدب، فقد حطّ الشاعر البغدادي الحسن بن أحمد بن جكينا من قدره.
توفي ابن الشجري في بغداد ودفن بالكرخ حيِّ الشيعة فيها.
ترك آثاراً في موضوعات مختلفة لكن أهمها الأمالي
وهو فريد من نوعه وقيّم، أورد فيه الكثير من الآراء النحوية مع شواهد شعرية مختلفة أملاها على تلامذته في 84 مجلساً.
وقد ذكر تاريخ الكثير من المجالس بدقة، ولكن ليست لدينا أيّة معلومات عن المجلس الأول، ولما كان قد أملى المجلس الثامن في أوائل جُمادى الأولى سنة 524 هـ ثمّ استمر في إملائه بالترتيب فمن المحتمل أنه بدأ مجالسه في أوائل ربيع الأول من السنة نفسها.
وخصّ ابن الشجري قسماً كبيراً من الأمالي في ذكر زلاّت مكي بن أبي طالب المغربي في كتابه مشكل إعراب القرآن. ويرجع بعض المتأخرين سبب ذلك إلى الخلافات المذهبية، إذ أن مكي بن أبي طالب وهو مالكي المذهب، هاجم المعتزلة في عدة مواضع من كتابه ووصمهم بالإلحاد، فأورد ابن الشجري هذه الانتقادات دفاعاً عنهم. ولكن لابد من النظر إلى هذا الرأي بعين الشك، ففي تلك الانتقادات ما هو صحيح مقبول.
طُبع كتاب الأمالي ناقصاً في 1349 هـ بحيدر آباد في مجلدين، وطبع مرة أخرى بدون ذكر تاريخ الطباعة.
كما حُقّق القسم الأخير منه وطُبع في 1405هـ / 1984م ببيروت باسم ما لم ينشر من الأمالي الشجرية،

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*