كتب – وسيم عفيفي
أحدثت الثورة العرابية زلزلاً عنيفاً في أسرة محمد علي و في الأزهر أيضاً ، كون أنها حركة عسكرية أرادت إصلاحات شاملة وإبان تلك الأحداث انخرط الأزهريون في الثورة، وبدأ دورهم في إثارة الحمية الوطنية لقوى الشعب؛
وساند الثورة علماء الأزهر ومنهم: محمد عبده، وأحمد عبد الغنى، وعلى المليجي، ومحمود إبراهيم خطيب أسيوط، ومحمد أبو الفضل خطيب المسجد الحنفي، وعبدالوهاب أبو عسكر، ومحمد فتح الله، وحين أرسل السلطان العثماني لجنة للنظر في الأحداث التي وقعت بمصر؛ أثنى شيخ الأزهر ونقيب الأشراف وشيخ المالكية على الجيش وذكروا فضله فيما نالته البلاد، كما رفض علماء الأزهر المذكرة الثنائية التي أرسلتها كل من انجلترا وفرنسا في 15 مايو1882م، تطلبان فيها إبعاد عرابي من مصر وإسقاط وزارة محمود سامى البارودي الثورية، وفي حين طالب النديم بضرورة دعم الثورة شعبيًا؛ توجه إلى الأزهر وأشعل الحماسة لمناصرتها من قبل علماء الأزهر وطلابه، ثم ذهب للإسكندرية فخطب في أهلها وحثهم على رفض المذكرة المشتركة وللوجود الأجنبى، وخلال الاجتماع الذى دعا له البارودي بعد رفضه لتلك المذكرة، تولى محمد عبده وضع صيغة اليمين لكبار ضباط الجيش ليكونوا يدا واحدة في الدفاع عن البلاد.
وقد عقد الخديوي توفيق في 27 مايو 1882م اجتماعا حضره الشيخ الأنبابى وكبار علماء الأزهر ومنهم محمد عليش، وحسن العدوى، ومحمد أبو العلا الحلفاوى، وثلة من الضباط والأعيان، وحين طلب الخديوي ضرورة استقالة الوزارة وقبول المذكرة المشتركة رفض العلماء ذلك؛ فأضطر إلى إعادة عرابي لوزارة الحربية في وزارة إسماعيل باشا التي تألفت في 20 يونية1882م .
ثم سافر الخديو إلى مدينة الأسكندرية ليكون في حماية مدافع الأسطول البريطاني، التي قصفت المدينة في 23 شعبان 1299هـ/11 يوليو1882م؛ بحجة أن عرابي يعزز قلاعها، في حين كانت نية بريطانيا احتلال مصر، وهو ما دفع علماء الأزهر ورجاله لمناصرة عرابي، وفي 1 رمضان 1299هـ/17 يوليو 1882م وبديوان وزارة الداخلية عقد اجتماع عرف بالمجلس العرفى، هو الذى تولى زمام السلطة نيابة عن الأمة؛ دعا فيه لجمعية عمومية سرعان ما انعقدت بعد ساعات قليلة، وشهدها الشيخ محمد الإنبابى وقاضى القضاة، ومفتى الديار والنواب والتجار، واتخذت الجمعية قرارا خطيرا مؤداه إعداد الأمة للجهاد ضد الإنجليز واستدعاء الخديو والوزراء إلى القاهرة