الرئيسية » حكاوي زمان » “صحف إبراهيم” ما هي وماذا كان فيها ؟
قبر النبي إبراهيم في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل
قبر النبي إبراهيم في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل

“صحف إبراهيم” ما هي وماذا كان فيها ؟

كتب – وسيم عفيفي
مع سيرة صحف إبراهيم نعرف أنه قد اقتضت حكمة الله ورحمته منذ أن جعل في الأرض لخليفة له ، أن يصطفي من البشر أنبياءاً ورسلاً يبلغون رسالات الله ويعلمون البشر الأوامر والنواهي ويخرجونهم من الكفر بالله إلى الإيمان به سبحانه .
وعزز الله دعوة أنبياءه ورسله بمعجزاتٍ تارة ، وكتب سماوية تارة أخرى .
الكتب السماوية في مجملها 4 كتب هي ؛ الزابور ، التوارة ، الإنجيل ، القرآن .
لم يكن أبو الأنبياء وخليل الرحمن ، النبي إبراهيم بعيداً عن الوحي الذي كان ينزل عليه كأمره سبحانه له بذبح ابنه ؛ لكن نزل عليه أيضاً وحي في شكل يشبه الكتب السماوية وهي “الصحف” التي أخبرنا القرآن بها في قوله تعالى “إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى . صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى” .
صحف إبراهيم هي رسائل سماوية تلقاها النبي إبراهيم ونزلت عليه في أول ليلة من شهر رمضان.
واشتملت على حكم ومواعظ أشار لها القرآن الكريم في 4 مواضع ؛ اثنين منها مجملة والأخرتين مفصلة
فأما المواضع المجملة ففي قوله تعالى
( قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) البقرة/136
وقوله عز وجل :
( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) آل عمران/84 .
وأما المواضع الصريحة المبينة ففي سورة النجم ، حيث يقول الله تعالى :
( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى . وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى . أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى . أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى . وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى . أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى . وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى . وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى . ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ) إلى آخر السورة .
وفي سورة الأعلى ، حيث قال سبحانه :
( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى . وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى . بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى . إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى . صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ) الأعلى/14-19.
وقد روى الآجري من حديث أبي ذر قال: قلت يا رسول الله: فما كانت صحف إبراهيم؟ قال: كانت أمثالا كلها: أيها الملك المتسلط المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها ولو كانت من فم كافر.
إلى أن قال القرطبي أيضا: قال: قلت: يا رسول الله: فما كانت صحف موسى؟ قال: كانت عِبَرا كلها: عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف ينصب، وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*