الرئيسية » تراثيات صحافة زمان » “تراثيات صحافة زمان” | “أمير الشعراء منافقاً” هكذا امتدح جلاد دنشواي برثاء
أحمد شوقي - بطرس غالي
أحمد شوقي - بطرس غالي

“تراثيات صحافة زمان” | “أمير الشعراء منافقاً” هكذا امتدح جلاد دنشواي برثاء

كتب – وسيم عفيفي
قام جلاد دنشواي بطرس غالي بتوقيع اتفاقيتى الحكم الثنائى للسودان فى 19 يناير عام 1899 بالنيابة عن الحكومة المصرية باعتباره وزير خارجيتها ، واللورد كرومر بالنيابة عن الحكومة الإنجليزية .
وبذلك أصبح لانجلترا رسميًا حق الاشتراك فى إدارة شؤون الحكم بالسودان
ورفع العلم الإنجليزى إلى جانب العلم المصرى فى أرجائه كافة، وتعيين حاكم عام للسودان بناء على طلب الحكومة البريطانية ، كما كان له دور في محاكمة دنشواي الشهيرة فى 13 يونيو عام 1906
وكان قضاة المحاكمة هم بطرس باشا غالى ناظر الحقانية بالنيابة، وفتحى بك زغلول رئيس المحاكم الأهلية ، ومستر هيتر المستشار القضائى بالنيابة، ومستر بوند نائب رئيس المحاكم، وكان القاضى العسكرى الكولونيل لدلو يمثل جيش الاحتلال ، أما النيابة فكان يمثلها إبراهيم بك الهلباوى.
وصدر الحكم بإعدام أربعة من أهالى دنشواى هم حسن محفوظ، يوسف سليم، السيد عيسى سالم، محمد درويش زهران ؛ كما قضت بالأشغال الشاقة مددًا مختلفة على 12 متهمًا وبالجلد خمسين جلدة لكل منهم
كما كان له دور في مشروع مد امتياز قناة السويس أربعين عامًا ، مقابل أربعة مليون جنيه تدفعها الشركة للحكومة بالإضافة إلى نسبة من الأرباح من سنة 1921 إلى سنة 1968 م
ودعا بطرس كلاً من سعيد ورشدى إليه وأطلعهما على المذكرة الموضوعة بشأن القناة
وتضمنت توزيع الأرباح بين الحكومة والشركة مناصفة، وأن تكون المناصفة فى بداية الامتداد التالى لنهاية الامتياز الحالى .
وقد كان بطرس باشا غالى خلال مناقشة المشروع فى الجمعية العمومية من مؤيدى المشروع
على الرغم من اعتراض العديد من الشخصيات السياسية المصرية، خاصة قيادات الحزب الوطنى بزعامة محمد فريد ، وبالتالى ظل هذا المشروع محل تكتم مدة عام كامل حتى استطاع الزعيم الوطنى محمد فريد الحصول على نسخة من مشروع القانون ، وقام بنشرها فى جريدة اللواء فى أكتوبر 1909.
كل هذا جعل ابراهيم ناصف الورداني تختمر في ذهنه فكرة اغتيال بطرس غالي ولتتحول من فكرة إلى قرار وتم تنفيذ العملية
كان عبد الخالق باشا ثروت الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب النائب العام بالتحقيق في القضية
وطالب بإحالة أوراقه للمفتي الشيخ بكري الصدفي لكن المفتي أخذ بوجهة نظر الدفاع القائلة باختلال قوى المتهم العقلية وضرورة إحالته إلى لجنة طبية لمراقبته ، إلا أن المحكمة لم تأخذ برأي المفتي ، وكانت سابقة أولى أن يعترض المفتي على حكم محكمة الجنايات برئاسة الإنجليزي “دولبر وجلي”، وأن القاضي لا يأخذ برأيه
وفي يوم 9 جمادى الأولى 1328 هـ الموافق 18 مايو 1910 م صدر الحكم بإعدام إبراهيم ناصف الورداني قاتل بطرس غالي وتم إعدامه في صباح يوم 21 من جمادى الآخرة 1328 هـ الموافق 28 يونيو 1910م
كما صدر قرار يُجرّم الاحتفاظ بصورة الورداني وبقي هذا القرار ساريا حتى ثورة 23 يوليو 1952م

قصيدة أحمد شوقي في رثاء بطرس غالي

قصيدة أحمد شوقي في رثاء بطرس غالي

رغم كل هذا فقد قام أمير الشعراء أحمد شوقي بعد عام من الاغتيال بنظم قصيدة شعرية في رثاء بطرس غالي ، وكان موقفاً غريباً لـ “شوقي” فقد رثى قبل عامين مصطفى باشا كامل الذي صب جام غضبه على كل من شارك في دنشواي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*