كتب ـ وسيم عفيفي
لاقى نجيب محفوظ شهرةً أدبية واسعةً جعلته هو صاحب لقب ” أب الرواية المصرية الحديثة”
في ثمانينيات القرن الماضي سألت مجلة الهلال ، أديب نوبل نجيب محفوظ عن أول رواية كتبها
فقال أنه لا يتذكر اسمها .
فاضطر محرر الهلال إلى الرجوع للمجلات القديمة ليجد أول قصة كتبها نجيب محفوظ كانت في مجلة “المجلة الجديدة” برئاسة سلامة موسى في عدد 3 أغسطس سنة 1934 م .
ويعيد موقع تراثيات ، نشر أوراق الهلال التي نقلت قصة نجيب محفوظ الأولى في حياته ووصفتها بأنها وقود عالمه الروائي .
أصدر نجيب محفوظ أول أعماله “مصر القديمة” في العام 1932، أتبعها بمجموعته القصصية “همس الجنون” في العام 1938، ونشرت رواية محفوظ الأولى “عبث الأقدار” في العام 1939. بعدها توجه الى كتابة ثلاثية استلهمت التراث الفرعوني في نوع من الاسقاط التاريخي على المرحلة السياسية التي سادت مصر في تلك الفترة هي: “عبث الأقدار” و”رادوبيس” و”كفاح طيبة”.
في الفترة ما بين العام 1949 والعام 1956، اتجه الى كتابة سيناريو الأفلام وكان أول كاتب روائي يقوم بخطوة من هذا النوع، وأول سيناريو قام بكتابته هو مغامرات “عنتر وعبلة”.
بعد تخرجه، عمل محفوظ في وزارة الأوقاف، ثم بعد تولي “الضباط الأحرار” السلطة عمل رئيساً للرقابة على المصنفات الفنية في العام 1959 ورئيساً لمؤسسة السينما وفي ما بعد عضواً في المجلس الأعلى للثقافة.
توج محفوظ أعماله بثلاثية جعلته علماً من أعلام الرواية العربية وأحد أهم روادها ومؤسسي حداثتها، أخذت عناوين أجزائها من أسماء حارات في القاهرة، “الفاطمية بين القصرين”، و “قصر الشوق” و “السكرية”.
وفي العام 1959، اعترض مسؤولون في الأزهر على رواية “أولاد حارتنا”، التي نشرتها صحيفة “الأهرام” كاملة، على الرغم من اعتراض عدد من رموز التيارات المصرية المحافظة.
وعمد صاحب “دار الآداب” سهيل إدريس الى نشر الرواية في العاصمة اللبنانية بيروت.
في العام 1994، تعرض محفوظ لمحاولة اغتيال وطعن بالسكين، لكن الشاب الذي دفعه “متشددون إسلاميون”، وفق ما وُصفوا حينها، لتنفيذ الجريمة أصاب الرقبة وترك الحادث أثره على يده اليمنى بعدما أصاب السكين عصباً داخلياً، ومكث في المستشفى سبعة أسابيع، كما أثر الحادث على برنامجه اليومي، اذ اضطر للاستجابة لإلحاح أجهزة الأمن المصرية فلازمه أحد الحراس لحمايته.
وتوقف محفوظ عن الكتابة بعد الحادث، لكنه في السنوات الثلاث الأخيرة كان يكتب قصصاً قصيرة أطلق عليها اسم “أحلام فترة النقاهة”.