الرئيسية » رموز وشخصيات » “محمد الرابع” أول سلطان عثماني ينتهي عصره بانقلاب عسكري
محمد الرابع أول سلطان عثماني ينتهي عصره بانقلاب عسكري
محمد الرابع أول سلطان عثماني ينتهي عصره بانقلاب عسكري

“محمد الرابع” أول سلطان عثماني ينتهي عصره بانقلاب عسكري

كتب – وسيم عفيفي
السلطان محمد الرابع ، هو أحد سلاطين الدولة العثمانية التي كانت نهايته مأساوية
هو من مواليد 2 يناير 1642 في قصر طوپ‌قپو، بالأستانة، للسلطان ابراهيم الأول من الوالدة سلطان تورخان خديجة التي كانت جارية أوكرانية وكذلك كانت جدته كوسم سلطان اليونانية.
بعد ولادته بفترة قصيرة، تشاجر أبوه مع أمه، وقد بلغ بابراهيم الغضب أن اجتذب محمداً من ذراعي أمه وألقى بالطفل الرضيع في حوض ماء.
ولحسن الحظ، فقد أنقذ محمد خدم الحرملك.
وقد تركت تلك الحادثة ندبة في رأس محمد بقية عمره

وتولى الحكم بعد أبيه وكان عمره سبع سنوات.
عمت الفوضى في عصره فاضطر حسين پاشا الذى كان يحاصر مدينة “كنديا” في كريت أن يرفع الحصار عنها
قامت ثورة في الأناضول وقضى الخليفة عليها لاختلاف القائمين عليها، انتصرت البندقية على أسطول عثمانى واحتلت جزيرتين عند مدخل مضيق الدردنيل فأصبحت تتحكم فيه وحالت دون وصول المواد الغذائية إلى إستانبول من هذا المضيق فارتفعت الأسعار.
حاول الصدر الأعظم الجديد محمد كوبريلي تنظيم الأمور فقتل كثيرًا من الإنكشارية حتى خضعوا وقتل بطريرك الروم لأنه من الذين أثاروا الفتنة، واستطاع بعد جهد أن يسترد الجزر التى احتلها البنادقة. ضعفت العلاقات بين الدولة العثمانية وفرنسا لأن فرنسا دعمت البندقية سرًا في جزيرة كريت وحاولت فرنسا بعد ذلك التقرب من الدولة العثمانية وتجديد الامتيازات ولكن الصدر الأعظم أحمد كوبريلى الذى خلف أباه رفض ذلك فأرسلت فرنسا أسطولاً حربيًا فأصر الصدر الأعظم على رأيه لأن الامتيازات منحة وليست معاهدة واجبة التنفيذ فتراجع ملك فرنسا عن الحرب وعاد لسياسة الخضوع للدولة العثمانية حتى جددت له المعاهدات القديمة وعادت العلاقات العثمانية الفرنسية إلى صفائها السابق.
كانت الدول الأوربية قد تألبت على الدولة العثمانية وأفزعها ما بلغته من قوة، فأخذت تتحرش بها، وكانت النمسا تقف في مقدمة الدول المناوئة لها، فاتخذت الدولة قرارها بتوجيه ضربة قوية للنمسا حتى تكف يدها عن التدخل في شئون المجر التي كانت خاضعة للدولة العثمانية.

وفي 14 يوليو 1683م وصل الجيش العثماني بقيادة قرة مصطفى باشا إلى فيينا، وضرب عليها حصارًا شديدًا، استمر الحصار شهرين تهدمت في أثنائه أسوار المدينة المنيعة، واستشهد آلاف العثمانيين الطامعين في نيل شرف الفتح، وانزعج البابا بعد أن أدرك خطورة الموقف، وتحركت أوروبا لنداءاته، وجاءت الإمدادات والمساعدات إلى فيينا، واستطاعت أن تعبر جسر “الدونة” إلى المدينة المحاصرة، وكان الإقدام على هذا العمل خطورة كبيرة لأن الجسر كان تحت سيطرة العثمانيين، لكن المكلف بحماية الجسر لم ينسفه عند مرور هذه القوات وتركها تعبر في سلام إلى المدينة، في واحدة من أكبر الخيانات التي شهدها التاريخ العثماني، ولما نشب القتال انهزم العثمانيون وفكوا حصارهم عن فيينا في 12 سبتمبر 1683م، ودقت كنائس فيينا أجراسها فرحة بهذا النصر، وجاوبتها كافة أجراس اوروبا.

تلقى محمد الرابع أنباء هذه الهزيمة المدوية ولم يفعل شيئاً سوى أن بعث بمن قتل الصدر الأعظم الكفء قرة مصطفى باشا تحت تأثير بعض الوشاة والكارهين للصدر الأعظم وذلك في 25 ديسمبر 1683م وحاول أن يسترد بعض ما فقدته الدولة في المجر، لكنه لم ينجح، وتلقى صدره الأعظم سليمان باشا هزيمة منكرة في سهل موهاكس أمام الرابطة المقدسة في 12 أغسطس 1687م

وكان من نتائج الهزائم المتتابعة التي لحقت بالدولة العثمانية في أواخر عهد محمد الرابع أن ثار الجيش في وجهه، وقام بخلعه في 8 نوفمبر 1678م
بعد أن دامت سلطنته نحو أربعين سنة، وكانت الدولة في تاريخ خلعه قد فقدت كثيرًا من أراضيها للبنادقة والنمساويين، وتولى بعده أخوه سليمان الثاني، ودخلت الدولة العثمانية في عصر توقف الفتوح.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*