كتب – وسيم عفيفي
تقي الدين النبهاني ، أحد أشهر رموز الصوفية في بلاد الشام وكان أحد الملهمين للفكر السياسي الفلسطيني
الشيخ تقى الدين بن إبراهيم بن مصطفي بن إسماعيل بن يوسف بن محمد ناصر الدين النبهاني
وفق ترجمته في سير الحركات الإسلامية فهو من مواليد عام 1914 في قرية إجزم في فلسطين، ويعود نسبه إلى إبراهيم بن مصطفى بن إسماعيل بن يوسف بن إسماعيل بن يوسف بن إسماعيل بن محمد ناصر الدين النبهاني، نسبة لقبيلة بني نبهان الطائية من عرب البادية في فلسطين التي استوطنت قرية اجزم قضاء صفد، التابعة لمدينة حيفا في شمال فلسطين، وكان والده الشيخ إبراهيم شيخاً فقيهاً يعمل مدرساً للعلوم الشرعية في وزارة المعارف الفلسطينية، كما كانت والدته على إلمام كبير بالأمور الشرعية التي اكتسبتها عن والدها الشيخ يوسف، أديب وشاعر صوفي من القضاة البارزين. حفظ الشيخ تقي الدين القرآن صغيراً وعمره 13 عاماً.
حصل على الثانوية الأزهرية، شهادة الغرباء من الأزهر، دبلوم في اللغة العربية وآدابها من كلية دار العلوم في القاهرة، إجازة في القضاء من المعهد العالي للقضاء الشرعي التابع للأزهر ثم الشهادة العالمية في الشريعة من جامعة الأزهر عام 1932.
بدأ حياته في العمل بسلك التعليم الشرعي في وزارة المعارف حتى سنة 1938 حيث انتقل لمزاولة القضاء الشرعي، فتدرج في ذلك حيث ابتدأ بوظيفة باش كاتب محكمة حيفا المركزية ثم مُشاور (مساعد قاض) ثم قاضي محكمة الرملة حتى عام 1948، حيث خرج للشام إثر سقوط فلسطين بيد اليهود.
ثم عاد في السنة نفسها ليعين قاضياً لمحكمة القدس الشرعية، بعدها عين قاضياً بمحكمة الاستئناف الشرعية حتى سنة 1950؛ حيث استقال وانتقل لإلقاء محاضرات على طلبة المرحلة الثانوية بالكلية العلمية الإسلامية في عمان حتى سنة 1952.
بعد ذلك تفرغ لحزب التحرير الذي أنشأه مطلع 1953 م بعدما أسس جمعية الاعتصام والتي رفض فيها أن يعمل أي أحد من الإخوان المسلمين .
من أهم مؤلفاته “نظام الإسلام والتكتل الحزبي” و”مفاهيم سياسية لحزب التحرير”، الذي يقول فيه: إن السياسة هي رعاية شئون الأمة داخلياً وخارجياً، وتكون من قبل الدولة والأمة، فالدولة هي التي تباشر هذه الرعاية عملياً، والأمة هي التي تحاسب بها الدولة، ورعاية شئون الأمة داخلياً وخارجياً من قبل الدولة تكون بتنفيذ المبدأ في الداخل، وهذه هي السياسة الداخلية.
ومن مؤلفاته الأخرى “مفاهيم حزب التحرير” و”النظام الاقتصادي في الإسلام” و”النظام الاجتماعي في الإسلام” و”نظام الحكم في الإسلام والدستور”.
وتوفيّ الشيخ عام 1977 الموافق لمثل هذا اليوم 1 محرم 1398 هـ.