كتب – وسيم عفيفي
خسرت مصر في الحرب التركية اليونانية المعروفة بـ حرب المورة ثلاثين ألف مقاتل ،كما فقدت أسطولها الحربي خلال موقعة نافارين وبلغت نفقات تلك الحملة 775 ألف جنيه.
أما عن مكاسب مصر من هذه الحملة فمن الناحية المادية لم تنل مصر من هذه الحرب سوى ضم جزيرة كريت ، فقد عهد السلطان محمود الثاني إلى محمد علي باشا ولاية تلك الجزيرة مكافأة له على خدماته في حرب المورة.
أما من الناحية المعنوية فقد اكتسبت مصر مركزًا دوليًا ممتازًا،عندما قامت الدول الأوروبية بمفاوضة محمد علي مباشرة دون وساطة الباب العالي ، وأهم مظهر لذلك هو عقد دول الحلفاء الثلاثة اتفاق أغسطس 1828 رأسًا مع مصر، وقد وقع هذا الاتفاق بوغوص بك ناظر ديوان التجارة والأمور الإفرنكية (وزير الخارجية) وهي أول وثيقة سياسية تبرمها مصر مع دولة أجنبية في عصر محمد علي.
وبعد سنوات من المفاوضات، قررت القوى العظمى الثلاثة، روسيا وبريطانيا وفرنسا، التدخل في الصراع وأرسلت كل أمة قوتها البحرية إلى اليونان.
وما إن وصلت الأنباء أن الأساطيل العثمانية المصرية المشتركة كانت في طريقها لمهاجمة جزيرة هيدرا اليونانية، قام أسطول التحالف باعتراض الأسطول العثماني المصري في نافارين. بدأت المعركة بعد أن ظل الطرفين متواجهين دون قتال لمدة أسبوع، وانتهت بتدمير الأسطول العثماني المصري. بحلول العام 1828 انسحب الجيش المصري تحت ضغط من قوة التدخل السريع الفرنسية التي استسلم أمامها الحاميات العثمانية في بيلوبونيز، بينما هاجم اليونانيون إلى الجزء الذي يسيطر عليه العثمانيون من وسط اليونان. وبعد سنوات من المفاوضات، تم الاعتراف باليونان كدولة مستقلة في معاهدة القسطنطينية في مايو 1832.