كتب – وسيم عفيفي
وفق كتاب “أيام من عصر محمد علي” الذي تطرق إلى إنجازات إبراهيم باشا ، فقد أنشئت مدرسة السواري في الجيزة عام 1831 وعهد بها إلى المسيو فاران الذي كان ضابط أركان حرب المارشال جوفيون سان سير ، وكان عدد طلبتها 200 من خريجى المدرسة التجهيزية وغيرهم ، ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات أو أربع ، يتلقى فيها الطلبة فنون الفروسية وركوب الخيل واللغات علاوة على باقى العلوم العسكرية المتقدمة ، وكان لهم مدرب ألمانى اسمه ” الهر . م . بير ” لتدريبهم على فنون الفروسية .
ووفق موقع الملك فاروق فقد ضرب محمد على مثلا عاليا إذ الحق ابنه إبراهيم بمدرسة أسوان الحربية ليتعلم كواحد من طلبتها ، وكان هذا من أكبر عوامل نجاح المشروع .
كان سليمان باشا الفرنساوي يمر على طابور الصباح للطلبة ، فأتخذ إبراهيم موقفه في أول الصف مع أنه كان أقصرهم قامة ، فأمسك سيف يده وأرجعه إلى آخر الصف الذي يتفق مع قامته ، فأمتثل إبراهيم ولم يعترض ، فضرب بذلك مثلا في تقبل الروح العسكرية الحديثة .
ووفق المعرفة ، فقد انصرف إبراهيم بجهوده في السنوات التالية إلى شؤون مصر الإدارية، وكان قد لمس أهمية الزراعة في حياة مصر منذ أن كان دفترداراً (أي مفتشاً) عاماً للحسابات سنة 1807، ثم حاكماً على الصعيد سنة 1809 حيث طرد فلول المماليك وأخضع البدو وأعاد الأمن والنظام إلى البلاد، وأسهم في تطبيق سياسة أبيه الاقتصادية الرامية إلى زيادة الموارد المالية لمصر وتنفيذ إصلاحاته وتقوية نفوذه، كما أدخل إلى مصر بعض الزراعات النافعة التي رأى أنه يمكن نجاحها في مصر من فاكهة وخضار وأشجار ونبات للزينة، وعمل على إكثار شجر الزيتون والتوت، وزراعة قصب السكر، وعني بتطوير الثروة الحيوانية، وأنشأ صحيفة أسبوعية تشتمل على أخبار الزراعة والتجارة،
هناك تاريخين بالنسبة لتعينه والياً أو حاكما لمصر:
عين واليا من 2 سبتمبر 1848 إلى أن توفى في 10 نوفمبر 1848 ويعتقد أنه الابن الأكبر لمحمد على .
وفي مطلع عام 1847 تألف المجلس الخصوصي برئاسته للنظر في شؤون الحكومة الكبرى، وسن اللوائح والقوانين وإصدار التعليمات لجميع مصالح الحكومة، وفي نيسان 1848 أصبح إبراهيم باشا الحاكم الفعلي للبلاد، لأن والده اعتل اعتلالاً شديداً لا برء منه، ولم يعد قادراً على الاضطلاع بأعباء الحكم، وفي أيلول 1848م منح السلطان العثماني إبراهيم ولاية مصر رسمياً، لكنه لم يُكمل العام في منصبه، وتوفي قبل والده في 10 تشرين الثاني 1848 عن ستين عاماً، وترك من الأولاد بعد وفاته، أحمد، وإسماعيل (خديوي مصر فيما بعد) ومصطفى.
يعتبر أبراهيم باشا ( 1789 – 1848 م) ابن محمد على باشا من أحسن قواد الجيوش في القرن التاسع عشر، وقد حارب وانتصر في العربية والسودان واليونان وتركيا وسوريا وفلسطين.
قام بتدريب الجيش في مصر طبقاً للنظم الأوربية الحديثة أثناء حكمة عدة سنين في سوريا (1831 م – 1841 م) وقاد الجيش المصرى الذى قمع ثوار اليونان الخارجين على تركيا – قاد جيشاً مصريا فتح فلسطين والشام وعبر جبال طوروس 1832-1833. بين سنة 1816 م – 1818 م قاد جيش مصر ضد تمرد قبائل الوهابيين في الجزيرة العربية وقد حطمهم كقوة سياسية. فيما بين سنة 1821 – 1822 ذهب إلى السودان ليقمع تمرد.