تراثيات نافذتك الأولى على التاريخ
كتب – وسيم عفيفي
الملكة فريدة واحدة من القلائل في أفراد العائلة المالكة التي لم يثار حولها أي علامات استفهام حول حياتها قبل أن تكون ملكة ، ولم يدور حولها لغط بعد الطلاق ، ولم تحوم حولها الشبهات عقب قيام حركة يوليو .
في 20 يناير من عام 1938 كان زواج الملكة فريدة من الملك فاروق وفريدة حسبما جاء ترجمتها في موقع الملك فاروق الرسمي هي ابنة يوسف ذو الفقار باشا وكيل محكمة الاستئناف المختلطة ، ووالده علي باشا ذو الفقار محافظ العاصمة السابق ابن يوسف بك رسمي أحد كبار ضباط الجيش المصري فى عهد الخديوي إسماعيل
الملكة فريدة
ووالدتها زينب هانم ذو الفقار ،كريمة محمد سعيد باشا الذي رأس الوزارة المصرية غير مرة ، واشترك قبل وفاته فى وزارة سعد باشا زغلول ، وكان أحد السياسيين المشهود لهم بالذكاء والدهاء وبُعد النظر والبصر بعواقب الأمور .
الملكة فـريدة
ولدت فريدة بالإسكندرية في 5 سبتمبر سنة 1921 ، وقد تلقت تعليمها الابتدائي بمدرسة ( نوتردام دى سيون ) الفرنسية فى الرمل ، مما ساعدها على اتقان اللغة الفرنسية اشتركت في الرحلة الملكية التي قام بها الملك فاروق ووالدته الملكة نازلي وأخواته إلى أوروبا في عام 1937، وخلال تلك الرحلة تعرفت على الملك فاروق، وأعلنت الخطبة الرسمية بعد عودة الأسرة المالكة إلى مصر في صيف عام 1937 وفي يوم الخميس 20 يناير 1938 تم الزواج وكانت هي فى سن السادسة عشر بينما كان فاروق يكبرها بعامين .
الملك فريدة و بناتها مع الملك فاروق
ظل الزوجان على وفاق وأنجبت من الملك فاروق ثلاثة بنات هن الأميرة فريال والأميرة فوزية والأميرة فادية، وكانت محبوبة من الشعب المصري وبعد الزواج بعشر سنوات وفي 17 نوفمبر من عام 1948 كان الطلاق ، وقد سبب الطلاق صدمة كبرى بين صفوف المصريين ، كون أن فريدة كانت تمتلك شعبية عظيمة وحبا جارفا .
الملكة فريدة في جولة
كان الدخول المربك والعنيف للعائلة المالكة هو قيام حركة يوليو 1952 ، فقد غادر بناتها مع والدهم إلى منفاه في إيطاليا، ولم تستطع رؤيتهم مدة طويلة وعند انتقالهن إلى سويسرا كانت تذهب لرؤيتهن . شجعها الفنان محمود سعيد وهو خالها ، على تنمية مواهبها في فن الرسم ، وعند زوال حكم أسرة محمد علي ، بدأت منذ عام 1954 في تنمية موهبتها في فن الرسم وشهدت فترتي السبعينيات والثمانينيات ظهورها الملموس فنيا حيث المعارض الخاصة بها في عدد من البلدان الأوروبية والعاصمة المصرية أيضا .
فوزي عبدالحافظ سكرتير السادات مع الملكة فريدة
وبحسب ما جاء على موقع فاروق ، فقد عادت الملكة فريدة إلى مصر في سنة 1982 ، وذلك بعد أن كانت تعيش في باريس في شقة اشتراها لها شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي في شارع «الشانزليزيه» وكان ينفق عليها ، وعندما انتهي حكم آل بهلوي على يد الخميني انقطع المورد الذي كانت تعيش منه أصيبت الملكة فريدة بسرطان الدم حتى توفيت فى 15 أكتوبر سنة 1988 ، وعندما توفيت حضرت الأميرات الثلاث لمصاحبة جثمانها .
الملكة فريدة – عدد مجلة الإثنين والدنيا
ويتبادر إلى الذهن سؤال هام ، من الذي ظلم الملك فريدة ربما يكون فاروق ، فسبب الطلاق مبهما وحوله أقوال كثيرة ، فمنها احتياجه لصبي يكون ولي العهد ومنها أيضا أنها لم تحتمل حياة القصر بحاشية الملك وتصرفات الملكة الأم وعبث العابثين به ولكن للإنصاف فإن الملكة فريدة لم تتنكر يوما لفاروق بدليل أنه عند وفاة الملك فاروق أصرت على أن يدفن فى مصر كما قال فى وصيته وطلبت من رئيس الجمهورية أنور السادات ، ووافق على طلبها وحققت وصية زوجها السابق ، وأقامت له جنازة فى القاهرة وسارت خلفه وسمع نحيبها كل من كان بالجنازة بكائها على زوجها السابق الملك فاروق .
الملكة فريدة في إحدى زياراتها
وربما يكون التاريخ حيث لم تهتم كل الكتب التاريخية الخاصة بالحقبة الملكية اهتماما مركزا بالملكة فريدة ، لشرح حياتها وما تعرضت له ، باستثناء بعض الكتب التي لا يجاوز عددها ، أصابع اليد وربما الأعمال الفنية ، فجيهان فاضل جسدت شخصيتها في فيلم امرأة هزت عرش مصر ، وكان الدور صغيرا لا يوحي بأي شيء عن تاريخها كذلك منة فضالي ، فإمكانياتها كممثلة حاولت أن تتسم بالرقة التي تشتهر بها فريدة ، ولكن المبالغة في الاتصاف بالرقة جعلتها تقع في أسر الضعف في المشاعر والتي يمكن وصفها بالعامة المصرية بـ ” السهتنة ” ، وبرغم كل هذا وذاك ، فإن الملك فريدة ستظل واحدة من المهمين في حياة الأسرة الملكية لمس الشعب ذلك عند طلاقها حيث قال ” خرجت الفضيلة من بيت الرذيلة “
