كتب – وسيم عفيفي
حسين فوزي ، زوج نعيمة عاكف ، هو من المخرجين العمالقة الذين رغم فنهم العظيم لم يلقوا شهرةً كأبناء جيله .
الفنان المخرج حسين فوزي
من مواليد 4 سبتمبر سنة 1904 م ، بدأ حياته الفنية ممثلا في فيلم ليلى لعزيزة أمير سنة 1927 م ثم اتجه بعد ذلك إلى الاشتغال بالصحافة كرسام لعدة سنوات
كتب القصة والسيناريو والحوار لفيلم ” بياعة التفاح ” 1939 والمأخوذ عن مسرحية (بيجماليون) لبرنارد شو .
وقد حقق هذا الفيلم نجاحا جماهيريا كبيرا، ليواصل حسين فوزي طريق الإخراج السينمائي فيقدم عام 1941 الفيلم الهزلي ” أحب الغلط ” من إنتاج (أفلام الشباب) وبميزانية متواضعة، ويعود إلى عزيزة أمير في قصة مليودرامية من تأليفها مع (محمود ذو الفقار) الذي كان قد تزوجها وأنتاجها أيضا، وكتب حسين فوزي السيناريو والحوار لفيلم ” ليلة الفرح ” سنة 1942.
ويقوم بتجربة طريفة حيث يشارك في (سلسلة أفلام بحبح) في فيلم بعنوان (بحبح في بغداد) سنة 1942 سيناريو وإخراج حسين فوزي وقصة وحوار بديع خيري، وهو من الأفلام القليلة التي يظهر فيها (فوزي الجزايرلي) بدون (إحسان الجزايرلي) الشهيرة (بأم أحمد) .
وفي عام 1943 يقدم فيلم ” نادوجا ” من تأليفه وإخراجه وهو تراجيكوميدي يضم إسماعيل يس وفؤاد شفيق وتحية كاريوكا والمطرب اللبناني (محمد البكار)، ومن نفس اللون التراجيكوميدي ليكتب بعدها قصة وسيناريو وحوار ” أحب البلدي ” سنة 1945 من إخراجه وحوار أبو السعود الإبياري، وبطولة تحية كاريوكا وأنور وجدي، وللمرة الرابعة يسند بطولة فيلمه السادس ” الصبر طيب ” سنة 1945 (لتحية كاريوكا) من تأليفه وإخراجع وهو مليودراما قريبة في فكرة مسرحية ” السيد لبامفيل، والتي تقوم على فكرة الانتقام الذي يتحول إلى تسامح وغفران، ومن نوع المليودراما يقدم أيضا ” هدمت بيتي ” سنة 1946 – قصة وحوار محمود السباعي.
ويعود إلى الفودفيل الغنائي أو الهزلية الغنائية بفيلم من تأليفه أيضا هو ” إكسبريس الحب ” سنة 1946 بطولة (صباح)، و بعده فيلم ” لبناني في الجامعة ” سنة 1947 م
تعتبر سنة 1949 م نقطة تحول في حياته إذا يلتقي بالفنانة الشاملة نعيمة عاكف التي ولدت وتربت في سيرك أسرتها عام 1922 والتي استهواها الرقص الشرقي وهي في السادسة عشر من عمرها حتى أصبحت نجمة ملهى الكيت الكات حيث التقطها من هناك المخرج أحمد كامل مرسي لتؤدي رقصة على أغنية المطرب عبد العزيز محمود وهي أغنية يا مزوق يا ورد في عوده في فيلم ” ست البيت ” 1949 م
وفي نفس العام يشاهدها المخرج عباس كامل شقيق حسين فوزي فيصحبه لمشاهدتها، ومنذ تلك اللحظة ارتبط بها لأنها تجمع ما بين الرقص والغناء والأكروبات والتمثيل وألعاب السيرك والفنون الشعبية، ويسند إليها بطولة فيلمها الأول ” العيش والملح ” أمام المطرب سعد عبد الوهاب، وحقق الفيلم إيرادات ضخمة شجعته على احتكار جهودها في الأفلام التي يقوم بإخراجها لحساب نحاس فيلم ، وتتطور علاقتهما ويتزوجان رغم فارق السن بينهما، وتوالت أفلامهما معا، حيث قدمها في شخصية بنت البلد خفيفة الظل المشاكسة، فكانت أفلامها من اللون الغنائي الاستعراضي الهزلي والتي حققت نجاحات جماهيرية كبيرة، فهي إما فتاة استعراض في فرقة شعبية يعشقها ابن باشا في فيلم ” لهاليبو ” سنة 1949 أو فتاة من فتيات الحارة الشعبية، التي يحاول أحد الباشاوات إغرائها بماله في فيلم ” بلدي وخفة ” سنة 1950
وفي نفس العام يقدم (حسين فوزي) فيلما (لصباح، وسعد عبد الوهاب) بعنوان ” أختي ستيتة ” سنة 1950 وفيلما ثانيا لنفس الثنائي بعنوان ” سيبوني أغني ” سنة 1950 م ويعود إلى تنويعاته في تقديم (نعيمة عاكف) على شخصية الفتاة بنت البلد فيقدمها في عام 1950 في فيلم ” باب عريس ” في دور الفتاة التي تسافر مع شقيقتها الصغرى لتبحث عن أبيها الذي هجر بيت الزوجية، أو فتاة من الحارة تسعى لأن يعمل أهلها في المسرح في فيلم ” فرجت ” سنة 1951، أو فتاة تعمل بالسيرك مغرم بها أحد أبناء الذوات في فيلم ” فتاة السيرك ” سنة 1951، أو راقصة في ملهى ليلي تكتشف أن والدها عامل البار مهربا كبيرا في فيلم ” النمر ” سنة 1952، أو عاملة فقيرة في محل خياطة تحب الغناء والرقص فيتعلق بها مطرب مشهور وعمه في فيلم ” يا حلاوة الحب ” سنة 1952، أو بطلة في فرقة استعراضية في فيلم ” جنة ونار ” سنة 1952، أو الفتاة الفقيرة الطيبة التي ترث مليون فتهب مالها للجمعيات الخيرية وتفضل أن تعيش مع الفقير الذي أحبته في فيلم ” مليون جنيه ” سنة 1953، أو الفتاة التي ترقص وتغني في مسرح الكواكب والتي يريد أن يستولي عليها صاحب المسرح، والذي هو في الحقيقة رئيس عصابة لتزييف النقود في فيلم ” نور عيني ” سنة 1954، أو الفتاة ا لفقيرة التي تضطر للغناء والرقص في حانة شعبية لتعول شقيقتها الصغرى اليتيمة في فيلم ” عزيزة ” سنة 1954، أو دور فتاة من قرية ساحلية تحب الرقص و الغناء، فيلتقطها مخرج مسرحي كبير حيث تصبح نجمة وذلك من أجل أن تدفع مصاريف علاج حبيبها الصياد الفقير في المستشفى، وفي فيلم ” بحر الغرم ” سنة 1955، ورغم تواصل أفلامهما معا.. قدمت نعيمة عاكف مع أنور وجدي في فيلم ” أربع بنات وضابط ” عام 1953، وبالتالي أخرج حسين فوزي فيلم ” عفريت عم عبده ” سنة 1953، تمثيل (هاجر حمدي وشكري سرحان وإسماعيل يس) وفي عام 1955 تقوم نعيمة عاكف ببطولة فيلم “مدرسة البنات ” إخراج كامل التلمساني، ويقوم حسين فوزي بإخراج فيلم ” حب وإنسانية “.
ويعود إلى تنويعاته مرة أخرى لشخصية نعيمة عاكف فيقدمها عام 1957 في دور الغازية الغجرية التي يقع في حبها شاب ثري في فيلم ” تمر حنة “، أو فتاة في حارة العوالم في شارع محمد علي في فيلم ” أحبك يا حسن ” 1958 ليكون آخر أفلامهما معا بعد أن ينفصلا بالطلاق .
ويواصل (حسين فوزي) العمل دون (نعيمة عاكف) فيقدم ” ليلى بنت شاطئ ” سنة 1959 تمثيل (محمد فوزي وليلى فوزي وفايزة أحمد)، و ” يا حبيبي ” 1960، وهو مليودراما، وهو من الأفلام النادرة لحسين فوزي التي لا تقوم أساسا على الغناء، وفي نفس العام يقدم ” غرام في السيرك ” 1960، وبعد عامين يقدم ” حلوة وكدابة ” 1962 بطولة (مها صبري)، ويوافيه الأجل بعد ذلك بقليل في 9 أغسطس سنة 1962 م