كتب – وسيم عفيفي
صورة سياسية لـ “مصطفى النحاس باشا” أحدثت ضجة في الأربعينيات عقب تشكيل وزارة حسين سري باشا ومشاركة الوفديين فيها .
التقط الصورة المصور محمد يوسف ، وكانت للزعيم الكبير مصطفى النحاس عقب عودته من أوروبا مع زوجته .
التف الصحفيون حوله فما كان منه سوى أن أخرج لهم لسانه في حركة وُصِفَت وقتها بالعادية أو مكايدة للتابعين منهم للبلاط الملكي ، وحتى الآن يعتبر سبب هذه الصورة من الألغاز الغير مفهومة في مسيرة مصطفى النحاس باشا .
ووفق بوابة المعلومات الدولية فقد كانت أواخر حياة النحاس باشا السياسية في يوم 8 من أكتوبر عام 1951 وقف الرئيس الجليل مصطفى النحاس باشا على منصة مجلس النواب، وقد احتشدت القاعة بالنواب والشيوخ الذين حضروا ليستمعوا للبيان الذي سيلقيه رئيس الحكومة. حيث تحدث النحاس باشا شارحاً تفاصيل المفاوضات التي أجرتها حكومته مع الجانب البريطاني لتحقيق الجلاء عن مصر وتوحيد شطري الوادي (مصر والسودان) تحت التاج الملكي إلى أن قال “حضرات الشيوخ والنواب المحترمين: لقد انقضى وقت الكلام وجاء وقت العمل، العمل الدائب المنتج الذي لا يعرف ضجيجاً أو صخباً بل يقوم على التدبير والتنظيم وتوحيد الصفوف لمواجهة جميع الاحتمالات وتذليل كل العقبات وإقامة الدليل على ان شعب مصر والسودان ليس هو الشعب الذي يٌكره على مالا يرضاه أو يسكت عن حقه في الحياة. أما الخطوات العملية التالية فستقفون على كل خطوة منها في حينها القريب، وإني لعلى يقين من أن هذه الأمة الخالدة ستعرف كيف ترتفع إلى مستوي الموقف الخطير الذي تواجهه متذرعة له بالصبر والإيمان والكفاح وبذل أكرم التضحيات في سبيل مطلبها الاسمى. يا حضرات الشيوخ والنواب المحترمين: من أجل مصر وقعت معاهدة سنة 1936 ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بإلغائها..”
كانت هذه المقتطفات من خطاب النحاس باشا.
وقد زلزل إلغاء المعاهدة كيان بريطانيا، فقد اجتمع في اليوم التالي هربرت موريسون وزير خارجية بريطانيا بكل مستشاري الوزارة وحضر الاجتماع بريان روبرتسون قائد القوات البرية في الشرق الأوسط وأصدر الوزير بياناً يحتج فيه على إلغاء المعاهدة.
وأعلن الجنرال روبرتسون أنه سيطير إلى القاعدة البريطانية في القنال (قناة السويس) وفي مصر طلب السفير البريطاني من القواد البريطانيين لجيش الاحتلال الاجتماع به في نفس اليوم في الإسكندرية واستمر الاجتماع حتى منتصف الليل.
وألغت الحكومة البريطانية الإجازات لجميع قوات جيش الاحتلال. وفي الخرطوم طافت دبابات الجيش البريطاني في الشوارع لإرهاب السودانيين فقابلوها بالهتافات بسقوط الاحتلال. وتعتبر هذه هي الثورة المصرية الثانية بعد ثورة 1919
قام مجلس قيادة حركة 1952 باعتقاله بطريقه مهينه وبدون علم الرئيس محمد نجيب والذي كان معارضا لذلك حيث قام بشطب اسمه من كشوف الاعتقال، والتي قدمت إليه من الضباط الأحرار لعلمه بوطنيته ومواقفه المشرفه السابقة وكذلك لاحتكاكه به.