كتب – وسيم عفيفي
يجسد العرش بالنسبة لمن يجلس عليه ، رمز للقوة والإدارة .
لذا كان الملوك في مختلف العصور يتفنون في صنع كراسي عرش الحكم عبر التاريخ .
لكن أغرب رؤية ملكية لكرسي العرش كانت عند الإمبراطور منليك الثاني امبراطور الحبشة .
فقد كان يحب كرسي الإعدام لدرجة أنه اشترى ثلاث كراسي من أمريكا ليحتفظ بها في غرفته .
ولما تم اختراع الكهرباء كان حزيناً لعدم دخول الكهرباء للحبشة ، حيث أراد أن يزين الكراسي بمصابيح الإضاءة ، فاختار أحد كراسي الإعدام كرسياً لعرشه .
في عام 1889م، أصبح الإمبراطور منليك الثاني امبراطور الحبشة إمبراطورًا لإثيوبيا خلفًا ليوحنس الرابع. وفي العام نفسه وقع معاهدة ويشيل مع إيطاليا. أسست هذه المعاهدة الحد الفاصل بين الأقاليم الإثيوبية والممتلكات الاستعمارية الإيطالية على امتداد ساحل البحر الأحمر. ولكن على أية حال، فقد بدأت إيطاليا بعد وقت قصير من توقيع المعاهدة، في التغلغل داخل الأراضي الإثيوبية، مما دفع منليك إلى إلغاء المعاهدة في عام 1893م. وفي عام 1896م حقق الإمبراطور مينليك نصرًا حاسمًا على الإيطاليين في معركة عدوة. وتمثل هذه المعركة معلمًا بارزًا بوصفها المرة الأولى التي يهزم فيها جيش إفريقي، إحدى القوى الأوروبية الرئيسية الحديثة. وعلى إثرها، اعترفت القوى الاستعمارية الكبرى باستقلال إثيوبيا.
ركز مينليك بعد ذلك على التوسع بضم أقاليم جديدة، والعمل على تحديث إثيوبيا، حيث استطاع الاستيلاء على معظم الأراضي الواقعة إلى الجنوب، وأسس عاصمة جديدة للبلاد هي أديس أبابا. وبدأ العمل في تشييد خط للسكك الحديدية ربط بين أديس أبابا وجيبوتي بعد اكتماله. كما قام أيضًا بتطوير التجارة وأسس أول المدارس والمستشفيات الحديثة في إثيوبيا.