كتب – وسيم عفيفي
ينشر قسم “تراثيات الخرائط النادرة” | خريطة الإسكندرية سنة 1801 م
وفق تاريخ الإسكندرية ، فقد قدمت الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1798 ووجدت مقاومة كبيرة من أهالى الإسكندرية بقيادة السيد محمد كريم حاكم الإسكندرية .
وقد حاول نابليون بونابرت التأثير على المشاعر الدينية للمسلمين وفى 4 يوليو 1798 م أبرم نابليون بونابرت وثيقة بالعهود التى أخذها الفريقان كل منهما على الأخر وقضت أن يستمر أعيان المدينة فى العمل بقوانينهم والقيام بشعائرهم ومراعاة العدل والإبتعاد عن مسالك الهوى ولا يقضى فى أمر إلا بعد الرجوع إلى رأى مجلس العلماء وقد عين السيد محمد كريم محافظاً على المدينة إلا إنه أتهم بخيانة الفرنسيين وصدر أمر بإعتقالهم واعدامه فأعدم فى 6 سبتمبر سنة 1798 م .
لقد تعرضت الإسكندرية لحالة من الفوضى والاضطراب فى أعقاب خروج الحملة الفرنسية سنة 1801 و عندما سلم الباب العالى بتعين محمد على باشا على مصر ظل حريصاً على استبقاء الإسكندرية معقلاً للنفوذ العثمانى فى مصر .
ورغم خضوع الإسكندرية لإشراف الباب العالى مباشرة فإن ذلك لم ينف حقيقة تثبيت محمد على فى حكم مصر مع ميوله الفرنسية ، وهو الأمر الذى يهدد مصالح بريطانيا وقد دفع هذا الأمر بريطانيا إلى أرسال حملة إلى الإسكندرية وفى 20 مارس 1807 استسلم حاكمها أمين أغا وفى صبيحة يوم 20 سبتمبر 1807 دخل محمد على الإسكندرية على رأس ألفين من جنده وقد ترتب على جلاء الإنجليز أن غادرها كثير من أولئك الذين اعتقدوا أنهم صاروا موضع كراهية عظيمة بسبب صداقتهم ومعاونتهم للإنجليز .
وقد بدأ العمل على إنشاء الإسكندرية على يد الإسكندر الأكبر سنة 332 ق.م عن طريق ردم جزء من المياه يفصل بين جزيرة ممتدة أمام الساحل الرئيسي تدعى “فاروس” بها ميناء عتيق، وقرية صغيرة تدعى “راكتوس” أو “راقودة” يحيط بها قرى صغيرة أخرى تنتشر كذلك ما بين البحر وبحيرة مريوط، واتخذها الإسكندر الأكبر وخلفاؤه عاصمة لمصر لما يقارب ألف سنة، حتى الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص سنة 641، اشتهرت الإسكندرية عبر التاريخ من خلال العديد من المعالم مثل مكتبة الإسكندرية القديمة والتي كانت تضم ما يزيد عن 700,000 مجلّد، ومنارة الإسكندرية والتي اعتبرت من عجائب الدنيا السبع