الرئيسية » تراثيات شوارع ومقابر » “مدرسة الطب” شارك فيها طلبة الأزهر و “كلوت بك” أدارها
مدرسة الطب في أبو زعبل
مدرسة الطب في أبو زعبل

“مدرسة الطب” شارك فيها طلبة الأزهر و “كلوت بك” أدارها

كتب – وسيم عفيفي
أسس محمد علي مدرسة الطب سنة 1827 إجابة لاقتراح الدكتور كلوت بك، وكان مقرها في أول عهدها بأبي زعبل لوجود المستشفى العسكري بها من قبل، فأنشئت المدرسة بالمستشفى إذ كان أليق مكان في ذلك الحين لإيواء المدرسة لتوافر وسائل التعليم الطبي والتمرين، والغرض منها تخريج الأطباء المصريين للجيش، ثم صار الغرض عاما بأن صار الأطباء يؤدون الأعمال الصحية للجيش وللبلاد عامة.
واختارت الحكومة للمدرسة مائة تلميذ من طلبة الأزهر، وتولى إدارتها وإدارة المستشفى الدكتور كلوت بك، فاختار لها طائفة من خيرة الأستاذة الأوروبيين ومعظمهم من الفرنسيين يدرسون علوم التشريح والجراحة، والأمراض الباطنية، والمادة الطبية، وعلم الصحة، والصيدلة، والطب الشرعي، والطبيعة، والكيمياء، والنبات، وكان فيها أساتذة آخرون لتدريس اللغة الفرنسية للتلاميذ الأزهريين.

مدرسة الطب في أبو زعبل

مدرسة الطب في أبو زعبل

وقد بذلك كلوت بك جهودا صادقا للنهوض بالمدرسة والسير بها إلى ذروة النجاح، واعترتضه صعوبات جمة وأهمها لغة التعليم، فقد كان المقرر جعل التعليم باللغة العربية، ولكن الأساتذة كانوا يجهلون تلك اللغة، فاختير لهم مترجمون يجيدون اللغتين الفرنسية والعربية، فكان المدرس يأتي إلى الفرقة ومعه المترجم فيلقي الدرس بالفرنسية وينقله المترجم إلى العربية، ويكتبه التلاميذ بخطوطهم في كراريسهم.
ثم صار المترجمون يختارون من بين أوائل تلاميذ المدرسة الذين تعلموا اللغة الفرنسية في ساعات فراغهم وفي معهد الحق خصيصا بالمدرسة لتعلم تلك اللغة، لكن هذا المعهد لم يلبث أن ألغي.
وألحق بالمستشفى حديقة للنبات فيها كل ما تنب الأرض من العقاقير والنباتات النادرة.
وبعد خمس سنوات من إنشاء المدرسة تخرجت الطائفة الأولى من تلاميذها، فوزعوا على المستشفيات وفيالق الجيش، واختير من بينهم المتفوقين على أقرانهم وهم عشرون، فأبقي منهم ثمانية في المدرسة في وظيفة معيدين للدروس، وأرسل الإثنا عشر الباقون إلى باريس لإتقان علومهم وإتمامها، فلما عادوا عينوا أساتذة في المدرسة، وهم الذين تألفت منهم البعثة العلمية الرابعة .
وصل عدد تلاميذ مدرسةالطب بلغ سنة 1837 م ، 140 طالبا و50 طالبا في مدرسة الصيدلة، واحتوت المستشفى على 720 سريرا، داخل غرف منسقة تنسيقا بديعا، يتخللها الهواء الطلق، وتسودها النظافة .

ثم نقلت المدرسة ونقل معها المستشفى إلى مصر سنة 1837، واختير لها قصر العيني فصارت المدرسة والمستشفى أقرب إلى القاهرة وادعى إلى نشر التعليم الطبي ومعالجة المرضى.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*