الرئيسية » حكاوي زمان » ” اليوسفي في مصر ” اسم وأصله مأساة
محمد علي و طوسن و يوسف أفندي
محمد علي و طوسن و يوسف أفندي

” اليوسفي في مصر ” اسم وأصله مأساة

كتب – وسيم عفيفي
فاكهة المندلينا أو موندرين المعروف بفاكهة اليوسفي في مصر والذي لم يُعرف إلا في القرن الرابع عشر الهجري، والتى تعد مهجنة من نباتين هما البرتقال والنارنج .
تعتبر من أشهر الفواكه الحمضية في مصر، إلا أن كثيراً لا يعلمون تفاصيل قصة فاكهة اليوسفي بمصر، و تبدأ قصة الفاكهة اللذيذة بمأساة أساسها عاطفة البنوة والأبوة .
كان طوسون بن الوالي محمد علي هو أحب أبناء محمد علي باشا إلى قلبه، وقد أرسله للحجاز على رأس الحملة المصرية التي خرجت إلى السعودية لمقاتلة أتباع محمد بن عبد الوهاب، و كان سن طوسون لا يزيد عن 18 عاماً، واستطاع طوسون هزيمة الوهابين في مكة والمدينة سنة 1813 وتمكن من مفتاح المدينتين وتوصليهم إلى الباب العالي في تركيا، وعندما أفاق الوهابين من الضربات المتتالية من جيش محمد علي، توجه محمد علي إلى السعودية وقاتلهم بنفسهم.

وحين رجع طوسون إلى مصر في 29 سبتمبر سنة 1816 قرر محمد علي إقامة مأدبة كبيرة واحتفالات مهيبة فرحاً برجوع طوسون، ولكنه فوجئ في بداية الحفلة إصابة طوسون بمرض الطاعون ومات بعد أقل من 24 ساعة حين حلله الأطباء.
حزن محمد علي حزناً كبيراً وتأثر تأثراً كبيرا، و لم يخرج من حالته إلا بعض فترة، وفي فترة ثلاثينات القرن التاسع عشر اهتم محمد بالزراعة اهتماماً كبيراً لدرجة أنه أرسل إلى مصر مجموعة من أشجار العنب والتوت والليمون والتين المستحضرة من تركيا، وخصص 100 فدان بجوار حديقة شبرا لزراعة المزروعات الأوروبية والآسيوية، كما قرر أن يتعلم الفلاحين المصرين كل النُظم الخاصة بزراعة هذه الفواكه وكان الذين يعلمون المصرين أغلبهم من الذين أرسلهم محمد علي للخارج في بعثاته التعليمية، وكان أبرزهم ثلاثة وأشهر الثلاثة هو يوسف أفندي والذي كان قد أتى ببعض أشجار فاكهة جديدة اشترى منها مقداراً كبيراً من سفينة بالقرب من مالطة وقادمة من الصين واليابان.

وعندما عاد الطلبة إلي مصر استقبلهم محمد علي بالإسكندرية وكان يوسف أفندي يحمل طبقاً من الفاكهة الجديدة وعرضها علي محمد علي باشا الذي أعجبه طعمها و سأل الطالب ماذا سيكون اسمها في مصر فأجاب: نسميها طوسون باشا، تأثر محمد علي من هذه المجاملة إلى أن قال حسناً سنسميها “يوسف أفندي”، و منذ ذلك الحين أصبح الاسم الشائع لهذه الفاكهة هو يوسف أفندي، إلى أن صارت بعد ذلك “يوستفندي” أو يوسفي، وأمر محمد على أن تخصص أراضي نبروه بالدقهلية ليوسف أفندي يشرف عليها بنفسه.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*