الرئيسية » حكاوي زمان » كيف قاوم الأهالي حملة الإنجليز في معركة رشيد
معركة رشيد في عصر محمد علي
معركة رشيد في عصر محمد علي

كيف قاوم الأهالي حملة الإنجليز في معركة رشيد

كتب – وسيم عفيفي
وفق عصر محمد علي ، فقد كان لأهالي رشيد النصيب الأوفر في هزيمة الجيش الإنجليزي، لأن حاميتها العسكرية كانت من القلة بحيث لا تستطيع أن تصد الجيش الزاحف، وقد سبق لنا القول أن أخبار الحملة الإنجليزية قد استفاضت في مصر قبل مجيئها وعلم الناس بأمرها من الرسائل الواردة من الآستانة .

أخذت الثغور تستعد لمقاومتها، ولم يقبل الأهالي في رشيد أو غيرها أن يطلبوا المدد من جنود القاهرة لما اشتهروا به وقتئذ من النهب والسلب إذ كان معظمهم من الأرناؤود والدلاة وأخلاط السلطنة العثمانية، فقرر الأهالي أن يتولوا الدفاع عن المدينة بأنفسهم واحتملوا معظم العبء في المقاومة والقتال . قال الجبرتي في هذا الصدد: “وفي يوم الثلاثاء 7 محرم سنة 1222 (7 مارس سنة 1807) عملوا جمعية ببيت القاضي حضرها المشايخ والأعيان وذكروا أنه لما وردت الأوامر بتحصين الثغور أرسل الباشا (محمد علي) سليمان أغا ومعه طائفة من العسكر وأرسل إلى أهالي الثغور والمحافظين عليها مكاتبات بأنهم إن كانوا يحتاجون إلى عساكر فيرسل لهم الباشا عساكر زيادة على الذين أرسلهم، فأجابوا بأن فيهم الكفاية ولا يحتاجون إلى عساكر زيادة تأتيهم من مصر فإنهم إذا كثروا في البلد يأتي منهم الفساد والإفساد ، فعملوا هذه الجمعية لإثبات هذا القول”.

يتبين من ذلك أن الأهالي أبوا أن يطلبوا النجدة من العسكر توقيا لما يقع منهم من الفساد وأنهم وطنوا النفس على تحمل أعباء القتال بأنفسهم، ومما يؤيد تلك الحقيقة أن وقائع الحملة تدل على أن الحاميات العسكرية قد فر معظمها من الميدان ولم تواجه الجيش الانجليزي، فقد مر بك ما فعله أمين أغا حاكم الإسكندرية وحامية المدينة من التسليم وكذلك فعلت حامية دمنهور فإنها لما بلغتها أخبار احتلال الإنجليز الإسكندرية أخلت دمنهور وانسحبت إلى قوة، وحاول الدمنهوريين أن يثنوهم عن عزمهم وحرضوهم على البقاء بالمدينة لمقاومة الإنجليزي، فأبوا إلا الهرب وأرسل الأهالي إلى السيد عمر مكرم ينبؤونه بفرارهم .

ينتج مما تقدم أن النصر في معركة رشيد يرجع إلى الأهالي وأنهم هم الذين احتملوا معظم أعباء الجهاد وأبلوا أحسن في الدفاع عن المدينة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*