كتب – وسيم عفيفي
جاء ذكر اسم داوود باشا ، وفق الديوان العثماني القديم ، فولاة مصر في عهد العثمانيين منذ فتح مصر عام 1517 م وحتي عزل خورشيد باشا عام 1805 م، وكانوا يعرفون في أوقات شتي بألقاب مختلفة ولكنها مرادفه لبعضها، من بينها بالبكلربك، ونائب الملك، والحاكم، والحاكم العام، أو بشكل أعم، الوالي.
وعلاوة على ذلك، فإن السلاطين العثمانيين كانوا في كثير من الأحيان يستبدلون ولاة الأقاليم في تعاقب سريع، مما أدي إلى هذة القوائم الطويلة والمعقدة من الولاة (وكان هذا هو السبب الرئيسي لأزمة سياسية في عام 1623، حيث تمكن الجنود العثمانيون المحليون من كسب دعوى قضائية للحفاظ على قرة مصطفى باشا كحاكم لمصر بعد استبداله بعلى الشيشنجي باشا بعد سنة واحدة فقط من توليه الحكم).
وقد استقر الحكام في قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة. وكانت تشاركهم جنبا إلى جنب في الحكم دواوين (مجالس حكومية)، تتكون من قاضي وأمين صندوق (وزير مالية). وكان لقب “بكلربك” ويعني «بيك البيكات» أو «سيد السادة»، يشير إلى الحكام الدوريّين المعينين في هذا المنصب من قبل السلطان العثماني على وجه التحديد، في حين أن لقب “القائم مقام”، عند استخدامه في سياق إيالة مصر العثمانية، كان يشير إلى حاكم مؤقت يحكم الولاية فيما بين رحيل الوالي السابق ووصول الوالي الجديد.
ومع أن أغلب الولاة تقريبا قد سبقهم وتلاهم “قائم مقام” بسبب مسافة السفر من مراكز سلطتهم القديمة إلى مصر .
حكم مصر 129 والياً منهم من تولى المنصب مرتين وأكثر ، لكن يعتبر داوود باشا عبدالرحمن الوالي العاشر لمصر هو أشهر الولاة ليس لأعماله بل لأنه دخل مصر من ثاني نافذة الخلود في الذاكرة المصرية وهي نافذة “الأكل” .
داوود باشا أول والي عثماني يدفن بمصر.
عين واليا عثمانيا على مصر من قبل السلطان العثماني سليمان القانوني، سنة 945هـ “1538م” .
وكان في منصبه إشكالية حيث رفض الأزهر القبول به لأنه كان مخصياً ، لكن تمكن العثمانيون من إقناع الأزهر بدوره .
أسس داود باشا مسجداً حمل اسمه في منطقة «سويقة اللالا» وهي حارة تقع خلف عمارات شارع بورسعيد بالسيدة زينب .
لا يتجاوز طول تلك الحارة 270 مترا، تصل بين شارع الحنفي بجوار درب الهياتم وبين شارع الدرب الجديد الذي يفضي مباشرة إلى شارع بورسعيد وعلى جانبيها منازل صغيرة متلاصقة .
تمكن .
يعتبر داوود باشا من أعظم ولاة مصر خلال العصر العثماني، فقد تميز بثقافته الرفيعة، وكان ينزل العلماء منزلاً كريماً، كما كان مغرماً باقتناء الكتب العربية، هذا إلى جانب اتصافه بالحلم وكرم الأخلاق.
كما كان شديد التدين، فقد أوصى حينما شعر بدنو أجله أن يدفن بجوار قبر الإمام الليث بن سعد، وقد تحقق له ما أراد.
خُلِّد اسم داود باشا بالكفتة التي كان يحبها لدرجة أكلها بشكل يومي ومعاقبة خدمه إن لم يفعلوها ، وكانت الكفتة أكلة تركية لكن حين علم بها الشعب المصري طورها .