كتب – وسيم عفيفي
نشرت مجلة اللطائف المصورة في عدد شهر نوفمبر من سنة 1889 م قصة الكلب النبيه في الكنيسة
حيث اعتاد القسيس إلقاء خطاب له لكنه في يوم أطال في خطبته ومل الناس ومعهم الكلب .
وتذكر الكلب أن الناس يخرجون من الكنيسة بعد جمع التبرعات عبر قيام طفل بإمساك عصا ويمر على الناس ليتبرعوا له .
فتوجه الكلب للطفل لكن الطفل لم يفهم ، وجاء الكلب بالعصا وقربها للطفل وفطن الطفل لما يريده الكلب ، ففعل ما اعتاد فعله وفهم القسيس أنه أطال .
ولاقت حركة الكلب استحسان الجلوس .
و اللطائف تعد من أهم مصادر التاريخ التى وثقت لتاريخ مصر خلال الفترة التى صدرت فيها، وهى بحق اسم على مسمى، فهى لطائف ومصورة، وفى حينها كانت الصورة المطبوعة حدثا فريدا يشكل ثورة فى عالم الطباعة والتصوير، مدون عليها: مجلة “اللطائف المصورة” مجلة أدبية فكاهية علمية تاريخية، تنشر أخبار الحوادث الجارية ومشاهير رجال العالم، مركز إدارتها بباب اللوق فى القاهرة بلصق محطة حلوان، نمرة التليفون 818 بستان.
وكانت المجلة تطبع 17 ألف نسخة كل أسبوع، وبعد عام 1929 صارت تطبع بالألوان وظهرت بحالة زاهية، وكان ثمن الاشتراك عن سنة هو 50 قرشا ولا تقبل الاشتراك عن مدة أقل من سنة شرط أن يكون الدفع مسبقا.
كانت تنشر رسوما تحاكى الواقع وأخرى كاريكاتيرية، لكنها اعتمدت على رسوم تظهر فى الصحف الأوروبية يتم ترجمتها إلى شروح بالعربية وكانت رسوماتها معبرة عن قضايا سياسية واجتماعية بخطوط واثقة وتعبيرات جادة.
ومن المعلومات التى لا يعرفها الكثير أن الفنان عبد السلام النابلسى عندما جاء إلى القاهرة عمل بالصحافة الفنية والأدبية فى أكثر من مجلة كان منها اللطائف المصورة، وكان يذيل كتاباته باسم ممثل.
وقد ظهرت هذه المجلة فى خضم أحداث الحرب العالمية الأولى ولذا نجدها ظلت طوال سنوات الحرب تركز على نشر صور من ميادين القتال فى مصر وأوروبا ودول الشرق مثل العراق وسوريا وغيرها من البلدان، التى دارت على أرضها المعارك.
ويستشعر المطالع لهذه المجلة زيادة تركيزها على القضايا الخارجية، لاسيما فى التغطيات المصورة، وفى حالة تناولها لأحداث داخلية فكانت تتعلق غالباً بزيارات الملك والحاشية وجولاتهم وزيارات رئيس الحكومة للمنشآت والمصالح المختلفة داخل البلاد.
ومنذ العدد الأول، ظلت مجلة اللطائف المصورة تصدر يوم الاثنين من كل أسبوع حتى توقف عن الصدور، وقد استمرت فى الصدور بضع عشرة سنة، بدأت اللطائف فى الصدور فى 14 صفحة انخفضت أحياناً إلى 12 صفحة، وكانت المجلة تعتذر لقرائها عن تخفيض عدد الصفحات كما فى العدد 102 الذى قدمت فيه المجلة اعتذارها للقراء عن صدور هذا العدد فى 12 بدلاً من 14 صفحة على أنه كان أمراً اضطرارياً، وتطورت المجلة وازداد عدد صفحاتها حتى بلغ 32 صفحة عام 1927.