وصف كلمات تتر البداية لمسلسل الأيام الذي يروي قصة حياة طه حسين ، وصفاً لشعوره حيث قالت الأبيات
” أيام ورا أيام لا الجرح يهدا ولا الرجا بينام
ماشي في طريق الشوك ماشي وقلبي مطرح ما أخطي يبدر الأحلام
العتمة سور والنور بيتوارى وايش للفقاري في زمان النوح
ميتا تخطي السور يا نوارة ويهل عطرك ع الخلا
ويفوح ويشدنا لقدام من عتمة الليل النهار راجع
ومهما طال الليل بييجي نهار مهما يكون فيه عتمة ومواجع
العتمة سور ييجي النهار تنهار وضهرنا ينقام دوامة سودة ودايرة تحت وفوق
والدنيا بحر غويط وعالي الموج
لكن ما دام في الجلب حب وشوق ، مهما ميزان الدنيا كان معووج
لابد يوم يصفى الزمان ويروق ودي حكمة الأيام ”
بهذه الكلمات من تأليف سيد حجاب وألحان عمار الشريعي وغناء علي الحجار، ودع الناس طه حسين بعد رحيله بـ 6 سنوات في سنة 1979 في مسلسل الأيام لأحمد زكي وإخراج يحيى العلمي .
توفي في مثل هذا اليوم 28 أكتوبر من عام 1973 م الموافق 2 شوال سنة 1393 هـ
يأتي إلينا أهم سؤال وهو كيف مات طه حسين .
كانت الظروف في مصر وقتها ملتهبة للغاية حيث اندلعت وتيرة الحرب قبل وفاته بـ 22 يوم، كذلك قررت الأمم المتحدة منحه جائزتها مع خمسة علماء آخرين لكن الموت لم يمهله فبعد سماعه نبأ التكريم العالمي بساعات فارق الحياة .
أصيب عميد الأدب العربي طه حسين، بوعكة صحية في منزله، وبعد أن جاء الطبيب لفحصه، زالت عنه النوبة، وعاد إلى حالته الطبيعية، وفي صبيحة اليوم التالي الأحد 28 أكتوبر، شرب طه حسين بصعوبة كبيرة، كمية صغيرة من الحليب ثم لفظ أنفاسه الأخيرة .
تصف سوزان تفاصيل هذه اللحظات قائلة في كتاب كنت معك ” جلست قربه مرهقة متبلدة الذهن، وإن كنت هادئة هدوءً غريباً، بالرغم من أن تلك اللحظة المرعبة من أكثر ما تخيلت طوال حياتي، كنا معاً وحيدين، متقاربين بشكل يفوق الوصف، ولم أكن أبكي، فقد جاءت الدموع بعد ذلك، ولم يكن أحداً يعرف بالذي حدث، كان الواحد منا قبل الآخر مجهولاً ومتوحداً، كما كنا في بداية طريقنا، بقيت مع جثمانه وحدي نصف ساعة كاملة، قلت لنفسي وأنا وحيدة معه، ابني لم يصل يعد، وابنتي مازالت في الطريق من أمريكا إلى القاهرة، وهمست ألم نبدأ الحياة وحيدين، وها نحن الآن ننهيها وحيدين ثم شيعت جنازته “.