الرئيسية » تراثيات شوارع ومقابر » «عبود الزمر» بطل له مسيرة خلدتها شوارع الجيزة وضيعها تشابه الأسماء
عبود الزمر
عبود الزمر

«عبود الزمر» بطل له مسيرة خلدتها شوارع الجيزة وضيعها تشابه الأسماء

تقرأ في هذا التقرير « عبود الزمر وتشابه الأسماء، بطولات اللواء المنسية، الإرهابي الذي سيظل باقيًا، ترعة الزمر وتخليد بطل رأس العش وأكتوبر 1973».

كتب | وسيم عفيفي

يعتقد الجميع حين يأتي اسم عبود الزمر للوهلة الأولى،  أنه اسم الإرهابي عبود الزمر الذي شارك في عملية اغتيال الرئيس محمد أنور السادات في 6 أكتوبر سنة 1981 م.

اقرأ أيضًا
“من متهم بالقتل إلى قاضي إعدام” كيف لعب ماضي السادات دوراً في اغتياله؟

هذا الشعور لن يتغير حينما يمر السائر في الجيزة ناحية شارع باسم «عبود الزمر» لكنه يتساءل هل مصر تكرم قاتل رئيس ؟؛ تتبدل هذه المشاعر حينما تتضح الحقيقة.

صدفة غريبة مع عبود الزمر

عبود الزمر

عبود الزمر

صدفة غريبة جمعت بين بطل قضى نحبه في الجهاد، و مجرم قضى نصف عمره سجيناً بسبب جريمة، تلك الصدفة أن الإثنين من رجال العسكرية المصرية
فالمجرم كان مقدما في الجيش المصري صدر عليه حكمان بالسجن في قضيتي اغتيال السادات 25 عاماً وتنظيم الجهاد 15 عاماً على اعتبار انه كان العقل المدبر لعمليه الاغتيال، وقد تم الإفراج عنه بعد ثورة 25 يناير 2011 م.

أحمد عبود الزمر

أحمد عبود الزمر

أما البطل فهو أحد أبطال معركة رأس العش، وكان قائد الفرقة 23 مشاة ميكانيكي في حرب أكتوبر عام 1973، وأسندت إليه القيادة العامة صباح يوم 17 أكتوبر مهمة تصفية ثغرة الدفرسوار وظل صامدا في مركز قيادة الفرقة المتقدم ولم ينسحب حتى خر شهيدا في يوم 19 أكتوبر.

أحمد عبود الزمر في طفولته

أحمد عبود الزمر في طفولته

البطل أحمد عبود الزمر، من مواليد شهر أكتوبر سنة 1928 م، بقرية ناهيا في الجيزة، والتحق سنة 1947 م بالكلية الحربية ليشارك بعدها بسنوات في قوات الجيش المصري بالعدوان الثلاثي سنة 1956 م.

خبر عن معركة رأس العش

خبر عن معركة رأس العش

بعد وقوع هزيمة يونيو سنة 1967 م بشهر واحد، كان أحمد عبود الزمر أحد أبطال معركة رأس العش في يوليو من العام نفسه، وكان قائد فرقة مكونة من 30 مقاتلاً واجهت قوات العدو الإسرائيلي المدرعة وكبدتها خسائر فادحة، وأفشلت محاولة العدو في السيطرة على الموقع.

عبور حرب أكتوبر سنة 1973 م

عبور حرب أكتوبر سنة 1973 م

وفي حرب 1973 م ووفق تقارير تاريخية كانت مهمة فرقته (الفرقة 23 مشاة ميكانيكي) بمنطقة ثغرة الاختراق بالدفرسوار، هى العمل كاحتياطي تعبوي للجيش الثاني الميداني.

بطولة أحمد عبود الزمر قائد الفرقة 23 مشاة ميكانيكية

أحمد عبود الزمر

أحمد عبود الزمر

في النصف الثاني من شهر أكتوبر، دارت معارك رهيبة قاسية لم تشهد سيناء مثيلاً لها، حيث هاجم اللواء 14 مدرع الإسرائيلي في الساعة الثانية بعد منتصف الليل قواتنا غرب القناة، فصدرت الأوامر لأحمد الزمر بتنفيذ مجموعة من الضربات والهجمات المضادة ضد قوات العدو في ثغرة الإختراق بالدفرسوار.

اقرأ أيضًا
الجانب الصوفي لـ “حرب أكتوبر” .. صور ووثائق لم تُنْشَر من قبل

مع أول ضوء لفجر اليوم التالي، يتسابق الجميع قادة وضباط وجنود لتدمير الدبابات الإسرائيلية، ومع تطورالقتال واشتعاله تدفع القوات الإسرائيلية بالمزيد من قواتها داخل الثغرة، فيصبح إجمالي قواته: ثلاثة ألوية مدرعة، لواء مشاة ميكانيكي، بالإضافة إلى لواء مظلات، وعلى الرغم من التفوق الصارخ لقوات العدو مقارنة بالقوات المصرية، إلا أن رجال مصر الأبطال نجحوا في إيقاف تقدم العدو ومحاصرته تماما.

دبابات إسرائيلية دمرها رجال الصاعقة المصرية في قرية أبو عطوة بالقرب من الإسماعيلية.

دبابات إسرائيلية دمرها رجال الصاعقة المصرية في قرية أبو عطوة بالقرب من الإسماعيلية.

ولمدة تزيد على 36 ساعة متصلة، استمر الموقع والقوة المصرية الحامية له بقيادة أحمد عبود الزمر صامدة ، رغم الحصار ونيران الطيران والمدفعية والهجمات المستمرة من دبابات العدو.

لكن هذا الصمود لم يخدع قائد محنك مثل أحمد عبود الزمر، فالفرقة التي يقودها لن تتحمل أكثر، ولأن مصلحة الوطن أغلى من أى أعتبار فقد أراد البطل المناورة بقواته لوضعها في موقف أفضل، فأمر بتكوين مجموعات سيطرة تنسحب لموقع خلفي وتركز الدفاعات عليه بدلاً مما ستتعرض له تلك القوات مع الهجوم الكبير المتوقع من قوات العدو الإسرائيلي، وهكذا أشرف العميد حرب أحمد عبود الزمر بنفسه على خروج مجموعات الجنود أثناء الليل شارحا لقادتها أسلوب السير وكيفية تركيز الدفاعات في الموقع الجديد.

حرب أكتوبر

حرب أكتوبر

وظل أحمد عبود الزمر مع من تبقى من قواته للعمل كموقع تعطيلي لإيقاف العدو حتى تُستكمل الدفاعات في الموقع الخلفي الجديد، ضاربا أروع الأمثلة في المساواة بين القائد ورجاله، رابطا مصيره بمصير جنوده، موجها كل جهده لإنجاح المعركة، رافضا أن يعيش هو ويموت أحد رجاله الذين أبقاهم في الموقع التعطيلي.

فضل الموت على الإرتداد، ظل يقاتل بسلاحه الشخصي ويواجه نيران العدو مع رجاله الشجعان أكثر من أربع ساعات في معركة غير متكافئة، حتى نجحت سرية دبابات معادية في الوصول إلى مركز القيادة، وتنطلق القذائف ليصاب أحمد الزمر وبعض من رجاله فيلقى مصرعه يوم 19 أكتوبر 1973.

الشهيد الزمر

الشهيد الزمر

بعد وقف إطلاق النار وفض الاشتباك بين القوات عُثر على جثمان في خندق وقد ماتت يداه على السلاح فاستحق أن تصفه الصحافة بأنه بطل الاستبسال حتى آخر طلقة وتم دفن الجثمان بمدفن العائلة بشارع الطحاوية وسط جنازة عسكرية.

هذا وقد حصل بعد استشهاده وسام نجمة الشرف عام 1974م ، كما تم ترقيته الي رتبة اللواء.

وفي احتفالية الدولة بمرور 25 عاما على نصر أكتوبر كرم الرئيس محمد حسني مبارك نخبة من القادة والضباط والجنود وأسماء الشهداء الذين أدوا دورا بارزا في تحقيق نصر أكتوبر ومنهم اسم الشهيد أحمد الزمر، وقام رئيس الجمهورية بتسليم ميدالية مقاتلي أكتوبر للسيدة حرم الشهيد.

كما تم إطلاق اسمه على دفعة تخرج من الكلية الحربية وإطلاق اسمه على قاعة الاجتماعات بالمنطقة العسكرية المركزية، واختير اسمه على أحد أكبر الشوارع بمدينة نصر بالقاهرة وهو شارع (أحمد الزمر) أو ما يعرف بمحور الشهيد، وشارع آخر بالجيزة .

تعليق واحد

  1. السلام عليكم
    رغم ضلوع عبود الزمر في عملية اغتيال السادات و رجوعه عن ذلك بتصريحه انه قتل خطأ. الا ان عبود الزمر ابان ايضا عن استبسال اثناء خدمته العسكرية. فقد شارك في حرب الايام الستة و كان قائد كتيبة للمشات الميكانيكي في حرب الاستنزاف التي خاضها ببسالة هي و حرب اكتوبر مما جعله يحصل على نياشين و مدليات رفيعة لشجاعته. كما انه عين في المخابرات الحربية بعد ذلك و كان برتبة مقدم و هو بسن 33 وهو عمر صغير بالنسبة لهاته الرتبة العسكرية. فاحقاقا للحق رغم ما يمكن ان يوضع ضد عبود الزمر الا انه لا يمكن باي حال من الاحوال التشكيك في وطنيته او ايمانه.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*